مصادر تؤكد إصرارها على الرفض والسفارة تنفي ذكرت مصادر مطلعة أن فرنسا خلقت الحدث لدى الجالية المغربية المقيمة فوق ترابها خلال شهر رمضان الجاري، بعد أن رفضت قنصلياتها بالمغرب التأشير لما يفوق 50 عضوا بين إمام خطيب و واعظ للسفر وفق المعتاد لتأطير الجالية المغربية طيلة شهر رمضان.
حيث اعتاد المغرب، منذ سنة1992، إرسال عشرات الأئمة والخطباء إلى كل من أوربا وكندا والولاياتالمتحدةالأمريكية، من أجل تقديم الدروس الدينية وإقامة صلاة التراويح لفائدة مغاربة المهجر، وقد دأبت كل من وزارة الأوقاف ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، الإشراف على هذه الخدمة الدينية كل سنة خلال شهر رمضان، دون كلل أو ملل ودون عوائق من طرف الدول المستضيفة لهؤلاء الأئمة الموسميين.
وأعرب عبد الله رمزي مشرف على أحد مساجد الحي بضواحي باريس، في تصريح لجريدة العلم، خلال علمه بالخبر عن استيائه من هذا الرفض الذي اعتبره سابقة لم تعتدها الجالية المغربية منذ استئناف برنامج البعثات الدينية التي تحل بفرنسا منذ حوالي 30 سنة، موضحا أن الصلاة خلف أئمة البعثة كانت متنفسا لدى الجالية المغربية، وقال" فعلا برنامج البعثة الدينية كان فرصة لأبنائنا كي يتعرفوا على دينهم الحنيف إضافة إلى أهمية دروس الموعظة التي اعتدناها بعد صلاة العصر، والتي تحث على التعايش السلمي وتقبل الآخر والحث على حسن التعايش والعطاء الإيجابي، واحترام باقي الديانات في البلد المضيف، حتى تكون الجالية المغربية خير سفير للوطن الأم".
وأكدت مصادر أخرى أن الأئمة الذين رفضت لهم طلبات "فيزا شينغن" من طرف القنصليات الفرنسية بالمملكة المغربية يتوفرون على كافة الضمانات وتستجيب طلباتهم لكافة الشروط المطلوبة، ويدخلون ضمن قائمة البعثات الرسمية الموجهة للتأطير ووعظ الجالية المغربية بالديار الفرنسية خلال هذا الشهر الكريم، علما أن جلهم اعتادوا الحصول على التأشيرة الفرنسية.
وأكدت مصادر "العلم" أن المغرب حشد هذه السنة 253 شخصًا، حيث غادرت المجموعة الأولى المغرب في 20 مارس لبلدان مثل ألمانيا وإسبانيا وسويسرا وهولندا والنرويج وبلجيكا وكندا والولاياتالمتحدةالأمريكية.
ووفق أحدث الإحصائيات، فإنه تم إرسال 250 واعظًا ومشرفًا (بما في ذلك أساتذة الجامعات) إلى أوروبا وأمريكا (الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا)، و تخصص الجهتين الوصيتين على هذه البعثات الدينية ما بين 50 و 60 إمام و واعظ لفرنسا وحدها.
وخلفت هذه الأخبار الرائجة ردود فعل سلبية لدى الجالية المسلمة بفرنسا خاصة وباقي دول العالم عامة، جعل الكل يرجح أن رفض القنصليات الفرنسية في المملكة إصدار التأشيرة للمعنيين، هو دليل آخر على أن التسهيلات التي وعدت بها كاثرين كولونا، رئيسة الدبلوماسية الفرنسية التي زارت المغرب في منتصف ديسمبر 2022، كانت بمثابة تزيين للواجهة الديبلوماسية الفرنسية.
يذكر ان السفارة الفرنسية بالرباط، نفت الأخبار التي راجت حول رفضها منح تأشيرات لأئمة مغاربة للسفر إلى أوربا خلال شهر رمضان. وقالت السفارة الفرنسية في بيان لها إن المعلومات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المنابر الإعلامية، والمتعلقة برفض القنصليات الفرنسية منح تأشيرات لأئمة مغاربة من أجل السفر إلى فرنسا من أجل مشاركة أفراد الجالية طيلة شهر رمضان عارية من الصحة.