شيء عجيب أن ينبهر العالم بما وصلت إليه الشقيقة قطر من تجهيزات وملاعب عملاقة وبنيات تحتية غاية في التقدم والازدهار، حيث أبدعت وقدمت كل ما وعدت به سكان الكوكب حول هذا التنظيم الباهر، وما شاهدناه من رسائل بالغة الأهمية على أننا نحتاج فقط لخيط رفيع جدا كي نعيش بسلام على هذا الكوكب الذي فرقته الإيديولوجيات الفاسدة التي تسعى للفرقة والنزعة التعصبية، والأزمات الإنسانية التي أوغلت في مجتمعاتنا المتعددة. قطر وعدت ووفت بكل المواثيق والعهود، وكانت عند مشارف الحدث العالمي ..
بدأ المونديال وحمى وطيس المنافسة مكشرة عن الأنياب، وكانت كل المواجهات من بدايتها وحتى يومها الثاني حبلى بالمفاجآت المدوية، وعلى رأسها قطر البلد المنظم للبطولة العالمية، حيث عجز منتخبها الذهاب في مسار التحدي الذي ركبت صهوة جواده العربي الأصيل، ومني بهزيمة قاسية من منتخب الإكوادور بهدفين لصفر، ثم إيران التي سحقت تحت مخالب منتخب الأسود الثلاثة بستة أهداف لهدفين، والمفاجأة الأخرى كانت مع السنغال الذي انهزم أمام الطواحين الهوائية لهولندا بهدفين نظيفين، ثم تعادل آخر في مباراة مثيرة بين بلاد الغال وبلاد العم سام، وتعادل صعب وناري أجاب به غاريت بيل عن هدف السبق الذي وقعه نجل الأسطورة السيراليونية جورج ويا بألوان بلاد برج الحرية، زلزل جنبات الملعب الكبير.
وما اليوم الأول والثاني، إلا إعلان عن مفاجآت عديدة قادمة في الأيام التالية، بين المنتخبات المتبارية لعلها تخطف الاضواء، وتنال شرف التأهل للدور الثاني الذي أصبح حلما بعيد المنال للقارة السمراء وبعض منتخبات القارة الصفراء، بغد هيمنة العجوز وبلدان "القهوة والجوز والموز"، والمنافسة على حصد النتائج ودخول عالم التنافس على الأدوار النهائية لحمل الكأس العالمية الذهبية.
وبين كل هذه المتباينات يولد دائما طموح المفاجأة مع المنتخب الوطني المغربي في قادم مباراته ضد كرواتيا، بفوز ثمين تنتظره كل فئات وأجناس المواطنين، من المقيمين والمغتربين، قد يفتح شهيتهم لربط الطموح الكبير ونيل شرف التأهل للدور الثاني، عله يكرر إنجاز أصدقاء بادو زكي لسنة ستة وثمانين من القرن العشرين. وكلنا أمل في التشكيلة الرائعة التي يقودها الإطار الكبير "وليد الركراكي"، وحظ موفق لأسود الأطلس بقطر، والله لهم معين.