الأحداث الخطيرة التي تلت نهاية المباراة النهائية بين المنتخبين الشابين المغربي و الجزائري يوم الخميس الماضي ، تؤكد أن هذا الاتحاد لم يكن قادرا و لا مؤهلا لتحمل مسؤوليته فيما حدث . شخصيا لم أهتم كثيرا بالمناوشات التي جرت بين شباب مراهق داخل رقعة الملعب ، و لا يهمني من البادئ و من الظالم ، و إن كانت الصور و الفيديوهات تكشف كل الحقائق ، و مثل هذه المناوشات تقع حتى داخل البطولات الوطنية . بل أخطر ما حدث في تلك الأمسية التي كادت أن تتحول إلى سوداء ، لا قدر الله ، هو انعدام التأطير الأمني و قلة رجال الأمن الذين كانوا في عين المكان .
مباراة في حجم النهائي ، و بين غريمين تقليديين، ومع وجود عوامل ضاغطة كثير منها سياسي صرف ، و بوجود حشد كبير من الجماهير التي فاق عددها الأربعين ألف شخص ، لم يكن هناك إلا بضعة من الأشخاص بلباس يشبه الزي الكشفي ، قيل إنهم ، و الله أعلم ، من قوات الأمن .مما جعل اكتساح الملعب من طرف جمهور غير مؤطر أخلاقيا و لا رياضيا عملية سهلة و بسيطة .و هنا تكمن مسؤولية الجهة المنظمة لهذه التظاهرة ، و نقصد الاتحاد العربي لكرة القدم الذي تساهل مع هذا الخرق الفظيع، فيما يتعلق بالضمانات الأمنية المتعلقة بتظاهرة رياضية دولية. والأدهى من ذلك أن هذا الاتحاد أبان عن تخلف كبير في إدراك خطورة ما حدث، لذلك اكتفى بالغرامات المالية البسيطة بما يشبه غرامات مخالفات السير .
حمدا لله على سلامة أبنائنا من تصرفات همجية ، و من عواقب تخلف الجهة المنظمة. للتواصل مع الأستاذ الكاتب : [email protected]