ما حدث من شغب و فوضى عقب نهاية مباراة فريقي الجيش الملكي و المغرب الفاسي يفوق كل ما يمكن تصوره ، و أساء إلى فريقين كبيرين و عريقين في الممارسة الكروية ببلادنا ، و إلى الكرة المغربية و إلى سمعة البلاد الخارجية، قبل أن يسيء إلى الذين اقترفوا هذه الأفعال الإجرامية الخطيرة، التي تسببت في إصابات متفاوتة الخطورة لرجال الأمن و القوات المساعدة، و لمواطنين ذنبهم الوحيد أنهم ذهبوا للاستمتاع بفرجة رياضية ممتعة . القول بأن الأمر يتعلق بأشخاص محسوبين على جمهور الفريقين لتبرئة الجمهور الرياضي و تبرير ما تم اقترافه من جرائم حقيقية لا يعكس الحقيقة، ولم يعد كافيا لتفسير و تبرير ما حدث .
فالذين قاموا بالأفعال المشينة هم من جمهور الفريقين فعلا ، و كانوا يشجعون فريقيهما بالهتافات و رفع الأعلام، و ليسوا أشخاصا آخرين دخلاء على الملعب، و لذلك لم يعد مجديا التعتيم على الحقيقة بالادعاء أن الأمر يتعلق بدخلاء أو بمحسوبين على جمهور الفريقين.
نعم، صحيح أن الأمر يتعلق بجزء من جمهور الفريقين و ليس كل الجمهور، و لكن في الأخير فإن الذين اقترفوا أفعال الفوضى و التخريب والضرب هم من جمهور الفريقين الذين كانوا حاضرين داخل الملعب بهدف مناصرة فريقيهما، وليس بأشخاص غرباء تسللوا إلى داخل الملعب من غير الجمهور المذكور بنية اقتراف الأفعال الاجرامية الخطيرة .لذلك فان مسؤولية ما حدث يتحملها جمهور الفريقين معا، وخصوصا التنظيمات التي تروج لتأطيرها للجمهور الكروي العريض .
المسؤولية أيضا يتحملها المنظمون ، لأنهم سمحوا لأشخاص قاصرين بولوج الملعب ، في حين سبق للسلطات المختصة أن قررت قبل سنوات في مذكرات رسمية منع ولوج القاصرين غير المرافقين بأشخاص راشدين الملعب، و بالتالي فإن التحقيقات يجب أن تطال تحديد المسؤولية في هذا الصدد.
ما حدث يكتسي خطورة بالغة، و إذا كانت التحقيقات أخذت مسارها الطبيعي على المستويات الأمنية و القضائية لمعاقبة الجناة، فإن التحقيقات يجب أن تطال أيضا المستويات التنظيمية و التقنية ، لأن الخلل ثابت على هذا المستوى .و أخال أن الجامعة الملكية لكرة القدم ستتخذ الإجراءات و التدابير الزجرية المناسبة ، بما في ذلك حرمان الفريقين من الجمهور .لأنه إذا كان حضور الجمهور سببا فيما حدث ، فلا حاجة لنا بمثل هذا الجمهور الذي يحول مباراة كرة قدم إلى مأساة حقيقية .