يحق لنا التساؤل عن موقف الاتحاد الإفريقي من فضيحة إقدام شخص ، يدعي أنه رئيس دولة ، عضو في هذا الاتحاد ، على اقتراف فعل اعتدنا اقترافه من عتاة المجرمين ، حينما يخططون و ينفذون لضمان التجول بهوية مزورة للإفلات من العقاب ، أو لاقتراف جريمة تكتسي خطورة بالغة . رئيس الدولة المزعومة ليس هو ابراهيم غالي ، كما هو مسجل في سجلات الاتحاد الإفريقي، بل هو بن بطوش الحامل للجنسية الجزائرية، ويتجول بجواز سفر جزائري رسمي. والأكيد أن أجهزة الاتحاد الإفريقي ستحتار فيما سيأتي من أيام حينما تقرر توجيه الدعوة، لأنها أضحت أمام هويتين مختلفتين و متناقضتين لنفس الشخص الذي يدعي أنه رئيس دولة، و هي ، مع كامل الأسف ، عضو في هذا الاتحاد .
وحتى و إن وجد هذا الاتحاد نفسه أمام الأمر الواقع بسبب الضغوطات التي ستمارسها دول مناصرة لهذا الكيان الوهمي ، و في مقدمتها الحزائر طبعا ، فإن هذا الاتحاد سيكون أمام إشكالية أخرى تهم مصداقيته و صورته أمام الرأي العام الإفريقي و من خلاله الرأي العام الدولي ، لأن ( رئيس دولة ) عضو في هذا الاتحاد قام باقتراف جريمة دولية خطيرة تتمثل في تزوير الهوية و انتحال صفة ، تماما كما يفعل المجرمون العتاة ، و في ذلك إساءة لهذا التنظيم الإفريقي .
إذن ، حتى و إذا لم يسارع مسؤولو الاتحاد بإعلان موقفهم الرافض لهذه الجريمة ، فإن المطلوب من الآن هو تخصيص مكان لرئيس هذه الدولة الوهمية باسم محمد بن بطوش الجزائري طبعا .