***عبد الله البقالي // يكتب: حديث اليوم*** السلوك الذي أبدته بعض الدول الإفريقية خلال اجتماع الدورة 31 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي يطرح أكثر من علامة استفهام حول أسباب ومبررات هذا السلوك الذي لا يمكن بأية حال من الأحوال أن يكون مقبولا لدى الشعب المغربي الذي لن يرضخ للابتزاز مهما كلفه ذلك من ثمن. فقد جاهد ممثلا الجزائر وجنوب إفريقيا من أجل تكثيف المادتين 81 و82 من تقرير المجلس بما يسيء إلى الحقوق المغربية المشروعة في الوحدة الترابية والسيادة الوطنية، وكان الهدف الخبيث الذي حرك محور الشر هذا هو افتعال أزمة بين المغرب والاتحاد الإفريقي وهو ما تفطن إليه الوفد المغربي المشارك في الاجتماع المذكور، وحرص على تفويت الفرصة أمام محور الشر. لكن ما كان مثيرا فيما حدث هو المواقف المعادية التي أبدتها دولتان إفريقيتان ساد الاعتقاد لدينا مؤخرا بأن تكثيف التعاون الاقتصادي معهما من شأنه إقناع الحاكمين فيهما بترجيح خيارات التنمية والتطور بما يخدم مصالح الشعوب الإفريقية عوض إغراقها في أتون الحروب والنزاعات التي لم تجن إفريقيا من ورائها غير الخيبات والانتكاسات. ونأمل أن نظل مقتنعين بصوابية ما ساد لدينا من اعتقاد، وإلا فإن الشعب المغربي إذا ما وضع في موقع الاختيار بين الدفاع عن حقوقه المشروعة في السيادة والوحدة الوطنية وبين مواصلة التعاون مع بعض الجهات فإنه لن يتردد في التشبث بالاختيار الأول، لأن لا خيار يعلو على خيار الوحدة الترابية والسيادة الوطنية. بل إن الشعب المغربي لا يقبل أبدا المساومة في هذا الشأن الكبير والعظيم، وأنه حينما يرجح خيار التعاون الاقتصادي فإنه يفعل ذلك من أجل إفريقيا وشعوبها، وليس جبرا لخاطر أي كان مهما كان وزنه وحجمه. نتمنى أن تكون الرسالة وصلت. *** بقلم // عبد الله البقالي *** للتواصل مع الكاتب: [email protected]