***عبد الله البقالي // يكتب: حديث اليوم*** لا أعتقد أن قادة الاستقلال والعدالة والتنمية كانوا يجهلون الأسباب الحقيقية التي أدت إلى ما أدت إليه بعد حوالي نصف سنة من تعطيل المشاورات، المتعلقة بتشكيل الحكومة، ولذلك حينما يتواضع الأستاذ بنكيران في استسماح حزب الاستقلال في شأن إشراكه في الحكومة. فإنه بقدر ما يوجه هذا الكلام إلى حزب الاستقلال قيادة وقاعدة، فإنه يوجهه أيضا إلى الرأي العام الذي غابت عنه – ولاتزال – أشياء كثيرة تتعلق برزمة الأخطاء السياسية التي اقترفت خلال فترة دقيقة من تاريخ المغرب الحديث، وبرزمة من الأعطاب الخطيرة التي لحقت بالجسد السياسي في البلاد. أما القادة في حزب العدالة والتنمية، ونخبة من المتابعين بدقة لتقلبات المشهد السياسي الوطني يعلمون جيدا أن أحدا منهما لم يكن مسؤولا عما حدث. فصناديق اقتراع السابع من أكتوبر أفرزت ما أفرزته، بعدما أدلى الناخب برأيه في الاحتدام السياسي الذي سبق المحطة الانتخابية، ولم يصوت أبدا على أساس تقييم أداء الحكومة السابقة. لكن هناك من قرر بأن تسود حقائق في المشهد السياسي الوطني مخالفة، بل ومناقضة للحقيقة الانتخابية. والجميع كان يدرك أن بعض اللاعبين في ساحة الملعب كانوا مجرد أدوات تنفيذ فيما كانوا يقومون به من أدوار. لذلك، حينما يستسمح الأستاذ بنكيران حزب الاستقلال فيما حدث، فإنما يفعل لأنه رجل صادق ينتهز الفرصة لابراء الذمة أمام الرأي العام وأمام التاريخ، ويعري عن وجوه الذين قبلوا القيام بأدوار معينة بأقنعة مزيفة. والأستاذ بنكيران يدرك جيدا أن حزب الاستقلال لم يوجد ليكون في الحكومة، ولا ليكون في المعارضة، بل شأنه في ذلك شأن كل أحزاب العالم وعبر التاريخ، إنما وجد لأداء رسالة معينة بغض النظر عن الموقع الذي كان فيه. لذلك لايضير أحد في حزب الاستقلال أن حزبهم لايشارك في الحكومة الحالية، ولعل كثيرا منهم يحمد الله اليوم أن حزبهم غير مشارك في أحد أضعف الحكومات في تاريخ المغرب القديم والحديث. ويشكر الذين كانوا السبب فيما حدث، ولكن الأستاذ بنكيران يوجه الرسالة لمن يهمه الأمر في هذه البلاد. «أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس يمكث في الأرض» صدق الله العظيم. *** بقلم // عبد الله البقالي *** للتواصل مع الكاتب: [email protected]