مجلس الوزراء الإسباني يقيل المديرة العامة للاستخبارات الإسبانية (المركز الوطني للاستعلامات CNI) جاء إعفاء باث إيستيبان، المديرة العامة للاستخبارات الإسبانية، أمس الثلاثاء على خلفية ما بات يعرف بقضية بيغاسوس التي راج على إثرها أن هواتف أعضاء من الحكومة، ومنهم رئيسها بيدرو سانشيز ووزيرة الدفاع مارغاريتا روبليس، وكذا وزيرة الخارجية السابقة أرانشا غونثاليث لايا قد تعرضت للتنصت. وعكس ما روجت له بعض وسائل الإعلام الإسبانية منذ مدة، وما تجدد في الأسبوع الأخير من توجيه الاتهام للمغرب في الضلوع في هذا الاستعلام، فإن الحكومة الإسبانية خلال هذا الإعفاء لم تشر قط إلى هذا الاحتمال. ويأتي هذا الإعفاء الفوري لمديرة أكبر جهاز استعلاماتي في إسبانيا في محاولة لاحتوائه هذا الموضوع وطيه في أسرع وقت تجنبا لمزيد من التداعيات الداخلية على الخصوص والمتمثلة أساسا في عملية تنصت شملت عددا من السياسيين الانفصاليين الكطالانيين. واعتبرت وزيرة الدفاع مارغاريتا روبليس التي أعلنت خبر الإعفاء في ندوة صحفية أن ما قامت به يعتبر صيانة لجهاز يعتبر مفخرة إسبانيا ووسيلة لمكافحة الإرهاب ووقاية البلد من الهجمات التي يمكن أن تأتي من أي جهة من جهات العالم. وكان وزير الخارجية الإسباني مانويل ألباريس قبل أيام قد تجنب الحديث عن الادعاءات التي روجتها بعض وسائل الإعلام الإسبانية بخصوص ادعاء مسؤولية المغرب في التنصت على بعض الشخصيات الحكومية الإسبانية. وكان هذا الموضوع قد عاد إلى الواجهة في الأيام القليلة الأخيرة ، عندما ادعت وسائل إعلامية إسبانية تورط المغرب في عملية تجسس عبر نظام «بيغاسوس» على شخصيات حكومية ، منها بالأخص رئيس الحكومة بيدرو سانشيز ووزيرة الدفاع مارغاريتا روبليس، وأيضا وزيرة الخارجية السابقة أرانشا غونثاليث لايا في ماي ويونيو 2021، أي إبان الأزمة المغربية الإسبانية. واعتبر ألباريس في حديث صحفي أن العلاقات الدولية تنبني على الوقائع وليس على السجالات الظرفية، ودعا في هذا الخصوص الصحافيين إلى التحلي بالصبر، مضيفا أن المرحلة الأولى تتطلب معرفة الوقائع وتوضيحها، وهي المرحلة الحالية ، ومن ثم تأتي مرحلة اتخاذ القرارات، مضيفا أنه لن يطلق في هذه المرحلة الاتهامات إلى أي بلد. وجاء تصريح ألباريس ثلاثة أيام قبل لقائه مع نظيره المغربي ناصر بوريطة بمراكش على هامش الاجتماع الدولي الجديد للتحالف الدولي ضد داعش. وشكل هذا اللقاء بين ألباريس وناصر بوريطة فرصة لتوطيد الاتصال بينه وبين نظيره المغربي إثر عودة العلاقات بين البلدين على وضعها الطبيعي بعد عشرة أشهر من الأزمة. وقد توجت عودة العلاقات هذه بالزيارة التي قام بها رئيس الحكومة بيدرو سانشيز للمغرب بدعوة من جلالة الملك في 7و8 من شهر أبريل المنصرم ، والتي قابل فيها صاحب الجلالة وصدر عن اللقاء بيان مشترك بين البلدين يؤسس لمرحلة جديدة العلاقات المبنية على الاحترام والثقة المتبادلة، والتي شرع البلدان في تفعيلها. وبالإضافة إلى هذا الموقف الحكومي الإسباني المستبعد لتورط المغرب في عملية التجسس المزعومة، فإن جل المكونات السياسية الإسبانية بما فيها اليسار المتطرف تستبعد هي الأخرى المغرب من هذا الاتهام، وفي هذا الإطار، استبعد الكاتب العام السابق لحزب بوديموس بابلو إيغليسياس المغرب من هذا الاتهام، وفي نفس السياق صرح الناطق الرسمي باسم "أونيداد بوديموس" بابلو إيشنيكي في حوار مع القناة الوطنية الإسبانية tve أن المغرب ليس له مصلحة في التنصت على الشخصيات الحكومية الإسبانية، مفضلا توجيه أصابع الاتهام إلى الأجهزة الاستعلاماتية الإسبانية التي قال إنها تجسست على 50 شخصية من دعاة الاستقلال الكطلاني.