أعداد العائدين المغاربة من أوكرانيا يتجاوز الطاقة الاستيعابية لكليات الطب والصيدلة في بلادنا.. الحكومة تدرس حلولا بديلة وجامعات رومانيا وهنغاريا وبلغاريا في القائمة أوضح عبد اللطيف ميراوي أن عدد الطلبة العائدين من أوكرانيا بلغ الى غاية مطلع الأسبوع الجاري 7 آلاف طالب وفق آخر الاحصائيات.
وذكر وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار خلال جلسة الثلاثاء الماضي بمجلس المستشارين تفاعلا مع سؤال محوري حول الطلبة المغاربة المتضررين من الحرب بأوكرانيا، أن المنصة الرقمية المخصصة لجرد المعطيات ذات الصلة بالمستوى الجامعي لهؤلاء الطلبة، وكذا تخصصاتهم، قد عرفت إلى غاية 25 أبريل 2022، تسجيل أزيد من 7200 طالبًا. 75٪ منهم ينتمون إلى شعب الطب والصيدلة وطب الأسنان.
حيث ان الأزمة التي شهدتها دولة أوكرانيا أجبرت عددا كبيرا من الطلبة المغاربة الذين كانوا يتابعون دراستهم الجامعية بهذا البلد إلى العودة إلى الوطن، لافتا أنه أمام هذه الظرفية الصعبة، أعطت الحكومة أولوية كبرى لهذا الملف من أجل حماية مصالح هذه الفئة وإيجاد حلول مناسبة لوضعيتهم.
وتجاوبا مع الاستفسارات التي حملتها ثلاثة أسئلة في الموضوع وعكست حجم القلق من مصير الطلبة المغاربة في ظل هاته الوضعية والهواجس التي تساورهم الى جانب أولياء امورهم أكد عبد اللطيف ميراوي أنه في سياق استشراف الحلول الممكنة لمعالجة هذه الوضعية، قامت الوزارة بعقد لقاءات مكثفة مع شبكة عمداء كليات الطب والصيدلة وكليات طب الاسنان بكل من القطاع العمومي والخاص وكذا مع معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة فيما يخص الطب البيطري والطوبوغرافيا، كما تم بالموازاة إجراء اتصالات مع الهيئة الدبلوماسية لبعض الدول الصديقة بأوروبا الشرقية التي تتوفر على نظام تعليمي مماثل لنظيره بأوكرانيا على غرار رومانيا والمجر وبلغاريا وتدارس إمكانيات استقبال الطلبة المغاربة في مؤسسات التعليم العالي بهذه البلدان، مع اتخاذ كافة التدابير الضرورية لضمان جودة التكوين.
وشدد في ضوء هذه المشاورات واللقاءات أن الاشكالية المطروحة تتعلق بالأساس بشق طب الأسنان والصيدلة، حيث يتجاوز عدد الطلبة العائدين من أوكرانيا القدرة الاستيعابية للكليات الوطنية المعنية، بينما هذه الإشكالية مطروحة بحدة أقل بالنسبة لكليات الطب ومدارس المهندسين وكليات ومدارس التدبير والاقتصاد.
كما تابع توضيحاته بالقول «يتم تدارس كافة الحلول انطلاقا من المستجدات ذات الصلة بالموضوع، خصوصا فيما يتعلق بإمكانية تتبع الطلبة لدراستهم عن بعد كما جاء في المذكرة التي عممتها الوزارة الاوكرانية للتعليم العالي، مع إمكانية احتساب التداريب المنجزة بالمغرب داخل المؤسسات الصحية. وستعمل الوزارة على دراسة هذا المقترح مع كليات الطب والصيدلة وكليات طب الأسنان والمراكز الاستشفائية (CHU).
وأوضح فيما يخص زيارة العمل التي قادته مؤخرا إلى رومانيا، بدعوة من نظيره الوصي على قطاع التربية بهذا البلد، تم الاتفاق على إمكانية إدماج طلبة السنة الاولى إلى السنة الثالثة دون اي صعوبات، وسيتم الاعلان قريبا من طرف الوزارة الوصية بهذا البلد عن عدد الطلبة المغاربة الذين بإمكانهم التسجيل بمؤسسات التعليم العالي الرومانية، وهذا تلازما مع اقتراح السفارة الهنغارية إمكانيات استقبال ما يناهز 1000 طالب مغربي لاستكمال دراستهم بهذا البلد.
وأعلن في سياق متصل أنه سيكون في وسع الطلبة الراغبين في الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي برومانيا وهنغاريا إجراء امتحانات الولوج انطلاقا من المغرب دون الحاجة إلى التنقل إلى هاذين البلدين. وكشف ختاما حرص الوزارة على التعامل مع ملف الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا بكل إيجابية وفعالية، مع العمل على حماية حقوقهم ومستقبلهم الأكاديمي من خلال حلول عملية تستجيب لتطلعاتهم وانتظاراتهم.
كما أنه من المرتقب خلال المرحلة المقبلة فتح المنصة لاستقبال الملفات الالكترونية للطلبة للتدقيق في المعطيات المقدمة.