كشف تقرير مؤسسة العطية القطرية للطاقة في قطر، أن "أسواق النفط تعيش حالة من عدم اليقين حيال الطلب، يرافقها المزيد من الضغط على الأسعار جراء ارتفاع سعر الدولار الأميركي". وقالت مؤسسة "عبد الله بن حمد العطية الدولية للطاقة والتنمية المستدامة"، في تقريرها الأسبوعي, "ارتفعت أسعار النفط بنسبة 2% يوم الجمعة، إلا أنها سجلت انخفاضاً أسبوعيا للمرة الثانية على التوالي بعد إعلان عدد من الدول عن خططها للسحب من مخزوناتها الاستراتيجية من النفط الخام، وأغلقت العقود الآجلة لخام برنت على ارتفاع بلغ 2.20 دولارا أي ما يعادل 2.19 بالمئة ليصل سعر البرميل إلى 102.78 دولارا، في حين ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 2.23 دولارا ليصل إلى 98.26 دولارا". وأضاف التقرير, "على مدار الأسبوع، انخفض خام برنت بنسبة 1.5%، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1%، وكانت الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة قد أعلنت عن خطتهم لسحب 60 مليون برميل من احتياطي النفط الاستراتيجي خلال الأشهر الستة المقبلة, فيما ذكرت الولاياتالمتحدة أنها ستلجأ كذلك إلى سحب نفس تلك الكمية كجزء من خطتها الرامية إلى سحب 180 مليون برميل، والتي تم الإعلان عنها في شهر أذار الماضي". وتابع التقرير, "قال محللون إن السحب قد يثني كبار المنتجين، بما في ذلك منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجي النفط الصخري في الولاياتالمتحدة، عن زيادة إنتاجهم على الرغم من وصول أسعار النفط إلى حوالي 100 دولار للبرميل، لافتا إلى أنه "في غضون ذلك، صوت الكونغرس الأميركي يوم الخميس على فرض حظر على النفط الروسي، بينما لا يزال الاتحاد الأوروبي يدرس قرارا مشابها". وأضاف تقرير المؤسسة, "من جانب آخر، تخيم على أسواق النفط حالة من عدم اليقين حول الطلب بعد أن مددت شنغهاي إجراءات الإغلاقات بهدف التغلب على ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا، كما تسبب ارتفاع سعر الدولار الأمريكي بمزيد من الضغط على الأسعار، بعدما أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أنه قد يرفع سعر الفائدة بمقدار 3 نقاط مئوية بحلول نهاية العام". وتطرق التقرير إلى تراجع أسعار الغاز في آسيا، حيث أوضحت المؤسسة قائلة: "تراجعت أسعار الغاز الطبيعي المسال في آسيا الأسبوع الماضي، حيث فرضت الصين عمليات إغلاق جراء تفاقم عدد الإصابات بفيروس كورونا، بينما ارتفعت أسعار الغاز الأوروبية بفارق يكفي لجذب الشحنات إلى القارة الأوروبية وسط مخاوف من انقطاع إمدادات الغاز الروسي". وأشار التقرير نقلا عن مصادر صناعية إلى أن, "متوسط سعر الغاز الطبيعي المسال الذي سيسلم في شهر أيار إلى شمال شرق آسيا قدر بنحو 33 دولارا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، أي بانخفاض بلغ دولارين عن الأسبوع السابق". وأكمل, "وصل سعر الغاز الأوربي على المؤشر الهولندي "TTF" إلى حوالي 32.51 دولارا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وهو أعلى من سعر الغاز الطبيعي المسال في آسيا، وبالتالي لايزال قادرا على جذب شحنات الغاز نحو أوروبا". لافتا إلى أن, "حالة القلق تستمر في سوق الغاز الأوروبية من احتمال توقف تدفق الغاز الروسي، الذي يشكل نحو 40% من إمدادات أوروبا، وسط مطالبة روسيا دفع قيمة الغاز بالروبل، واحتمال فرض المزيد من العقوبات عليها". واستطرد تقرير المؤسسة, "في غضون ذلك، تواصل أوروبا هيمنتها على صادرات الغاز الطبيعي المسال الأميركية، التي ارتفعت بنحو 16% الشهر الماضي، لتصل إلى مستوى قياسي"، موضحا أن, "أوروبا استحوذت الشهر الماضي على ما مجموعه 65% من صادرات الولاياتالمتحدة من الغاز الطبيعي المسال، في حين استوردت آسيا حوالي 12%". ونقل التقرير عن محللين قولهم إن, "الحاجة إلى مزيد من الغاز الطبيعي المسال الأميركي تتزايد في ظل تدني مستوى المخزونات الأوروبية، التي وصلت حاليا إلى حوالي الربع، أي أقل من متوسط الخمس سنوات بنحو 34% في هذا الوقت من العام".