النقابة الوطنية للصحافة المغربية تنبه إلى الخطر الذي يتهدد أخلاقيات مهنة المتاعب أصدرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية أخيرا، تقريرها الخاص برصد وتتبع
"التغطية الإعلامية لحادث الطفل ريان"، سلطت من خلاله الضوء على أهم الخروقات المرتبطة بأخلاقيات الممارسة المهنية، خاصة وأن تغطية حادثة الطفل ريان قد شابها العديد من الانزلاقات من قبل بعض الصحافيين والصحافيات، مما أثار استياء الرأي العام.
وقد عملت النقابة على انجاز هذا التقرير، الذي يرصد تغطيات الصحف الإلكترونية لحادثة الطفل ريان من زاوية أخلاقيات المهنة، بهدف تقييم هذه التغطيات وتنبيه الزميلات والزملاء الصحافيات والصحافيين إلى المزالق التي قد يقع فيها الصحافي أثناء هذه التغطيات، خصوصا المرتبطة بحادث ذي طابع مأساوي يستأثر باهتمام الرأي العام المحلي والوطني والدولي، وذلك من أجل تجاوزها مستقبلا.
وقد اعتمد التقرير على منهجية قائمة على تتبع المادة الإخبارية المبثوثة عبر الفيديوهات، والتي تزاوج بين الإخبار والتعليق أو الحوار، والتي اعتمدت تقنية البث المباشر التي يكون فيها الصحافي عرضة إلى ارتكاب أخطاء مهنية مما يستلزم يقظة دائمة، كما اعتمدت على رصد المادة الخبرية المكتوبة أو المصورة، وقد اعتمد تقييم المواد المرئية والمكتوبة على مرجع معياري متمثل في "الميثاق الوطني لأخلاقيات المهنة" الذي أصدره المجلس الوطني للصحافة والمنشور في الجريدة الرسمية في 29 يوليوز 2019.
واستحضر التقرير التدخل الاستباقي الذي قامت به كل من النقابة الوطنية للصحافة المغربية، والمجلس الوطني للصحافة، حيث أصدر كل واحد من المؤسستين المهنيتين بلاغا مباشرة بعد أن أصبحت قضية إنقاذ الطفل ريان تحظى بمواكبة عالمية، وتكررت النداءات الموجهة إلى الصحافيين للتقيد بأخلاقيات المهنة أثناء تغطية عملية الإنقاذ المعقدة. وعبر المجلس الوطني للصحافة في بلاغه الصادر في 4 فبراير 2022، والذي تناقلته منابر إعلامية، عن "أسفه الشديد لبعض الممارسات المشينة التي صاحبت تغطية محاولات إنقاذ الطفل ريان"، مسجلا "العديد من الخروقات المخالفة لميثاق أخلاقيات مهنة الصحافة، والتي تم ارتكابها من طرف بعض الصحف الإلكترونية، في تجاهل تام للمبادئ الإنسانية التي يتضمنها الميثاق المذكور، والتي من المفترض أن تلتزم بها المقاولات الصحافية والصحافيون المهنيون، خاصة في ظل أزمات وفواجع". كما وجه دعوة إلى مختلف وسائل الإعلام "من أجل الالتزام بأخلاقيات المهنة ومبادئها النبيلة وقواعدها"، منبها إلى أن "تغطية الفواجع الإنسانية، تعتبر محكا رئيسيا لمدى احترام الصحافة لمسؤوليتها الاجتماعية وحرصها على ألا تحول الفواجع إلى وسيلة للربح والارتزاق". كما ودعت النقابة الوطنية للصحافة المغربية في بلاغ لها بتاريخ 4 فبراير عموم المراسلين والصحافيين المتواجدين في مكان الحادث وكل المواقع والمنابر المهنية إلى "التحلي بالأخلاقيات المهنية التي تفرض التثبت من الخبر قبل إعلانه، والابتعاد عن العناوين والجمل التي تحفل بالإثارة"، و"انتقاء المحاورين ممن تتوفر فيهم الأهلية، والابتعاد عن محاورة وتصوير القاصرين".