أين هي وعودكم يا أهل الحل والعقد؟! انتهت سنة 2021، وأصبحت بين هذا التاريخ والسنة التي (هَلَّلَ) فيها المنتخبون، والمسؤولون من ذوي الإختصاص، بإنهاء (أزمة) المقابر بطنجة، بتشييد مقبرة (نموذجية) بمنطقة (الرهراه)، سنة 2011)، أي أن المدة الزمنية الفاصلة بين ما تمت المصادقة والموافقة عليه، وبين (تبخير) المشروع (المقبري) عشر (10) سنوات... بل وحتى (برمجة) المقابر المقترحة في كل مقاطعات المدينة الأربع، وهي طنجةالمدينة، والشرف، ومغوغة، وبني مكادة، (تبخرت) هي الأخرى أو تكاد وها نحن الآن في سنة 2022، وموتانا يتزايدون حسب الأعمار المحددة عند الله، وأهالي المتوفين، يضطرون لتدبير أمور الدفن، حسب ما تسمح به السلطات المحلية والولائية، خاصة وأن مَقْبَرَتَيْ (مَرْشَان) و (سِيدي عْمَار)، تم إقفال الأولى منذ سنوات، ومنع الدفن في الثانية، إلا بترخيص استثنائي، وأن باقي المقابر المتناثرة في الأحياء، فيتم فيها الدفن، بشكل عشوائي، وغير متناسق، وفي أماكن يتهدد تربتها الإنجراف والإنهيار، بفعل السيولة المطرية، أو يتم إتلافها، بفعل مخلفات الهدم والبناء، وأكوام النفايات والأزبال، بل وأن بعضها مهدد بالإفتراس من قبل ما فيا الأراضي العارية، والسلالية والجماعية..
وحتى لا (تٌدفَن) صيحاتنا المتكررة، مع موتانا، فيما تبقى من المقابر العشوائية بطنجة وضواحيها... نتساءل بحرقة عن دور الجهات ذات الصلة بالموضوع، بما تشكو منه ساكنة المدينة المليونية، من إهمال كلي لاختناق (مراقدنا) الأبدية التي تنتظرنا جميعا، وهي مدافن (كل من عليها فان)، بداية بالجهة الوصية على المقابر، وهي الجماعة الحضرية لطنجة، ومعها طبعا، المصالح الرسمية الأخرى ذات الصلة، كالداخلية، والولاية، والأوقاف والشؤون الإسلامية.
مقابر (طنجة العالية)، مختنقة بجثث موتانا، والمقابر الموعود بها في سنة 2011 أصبحت في خبر كان.. فأين هي الوعود يا أهل الحل والعقد بعروس البوغاز... ياحسرة.