خبراء يؤكدون أن «دلتا بلس» ورغم سرعة انتشاره لا يؤثر على فعالية اللقاحات يسود توجس كبير لدى المغاربة من دخول متحور جديد من فيروس كورونا إلى بلادنا يسمى "دلتا بلس"، لكونه ينتشر بسرعة أكبر من متحور دلتا العادي الذي مازال يحصد العديد من الأرواح في مختلف ربوع المعمور.
وقد حذر خبراء بريطانيون، من خطورة هذا المتحور الجديد، الذي قد يساهم في تفاقم الوضع الصحي ببريطانيا ويمكن أن تنتقل عدواه إلى دول أخرى.
ونقلت وكالة الأمن الصحي البريطاني، هذا المتحور إلى فئة المتحورات التي تخضع للفحص، بغية التأكد من مخاطره المحتملة، مضيفة أنه على الرغم من أن متحور دلتا العادي لا يزال مسؤولا عن معظم حالات الإصابة بكورونا في بريطانيا، إلا أن حالات الإصابة بمتحور "دلتا بلس" أو ما يعرف ب"آي واي 4.2′′ آخذة في الازدياد.
وبحسب أرقام الحكومة البريطانية، فإن 6 بالمائة من الإصابات بكورونا في المملكة المتحدة هي من نوع "دلتا بلس"، مما يعني أن هذا المتحور أكثر فتكا. في المقابل، لا يزال العلماء واثقين من أن اللقاحات الحالية قادرة على توفير المناعة والحماية الجيدة للأشخاص من هذا المتحور.
وفي هذا الإطار، أكد الدكتور الطيب حمضي، الباحث في السياسات والنظم الصحية، أن المتحور الجديد الذي ظهر في بريطانيا والمسمى "دلتا بلس" ليس أكثر فتكا، بل ربما أكثر انتشارا، مضيفا في تصريح ل"العلم" أنّ بعض الخبراء قدروا أنه أكثر انتشارا بنسبة 10 بالمائة، ولحد الساعة لا يوجد أي شيء مضبوط، بل هناك توقعات تشير إلى أن المتحور الجديد ليس أكثر شراسة ولا يؤثر على فعالية اللقاحات.
وبخصوص الخطوات التي يمكن أن يتخذها المواطن لتفادي الإصابة بهذا المتحور الجديد حال دخوله إلى المغرب، قال الطبيب الطيب حمضي، إن الدولة تقوم بالإجراءات الضرورية لحماية المغاربة، من خلال مراقبة خطورة هذا المتحور، ومدى سرعة انتشاره هناك يمكن أن يطرح مشكل، مشددا على أن الحكومة تضع شروط صارمة لدخول الأجانب للمغرب، لأن ليس لدينا حلول سحرية لوقف هذا المتحور.
وأوضح المتحدث نفسه، أنه ليس هناك أي إجراء في العالم يمكنه منع دخول المتحورات إلى أي بلد، بل يمكن اتخاذ إجراءات لتعطيله، والتقليص من انتشاره، وفي حال انتقاله إلى المغرب يتوجب علينا التعامل معه بنوع من الحيطة والحذر، من خلال التقيد بالإجراءات الاحترازية، واحترام مسافة الأمان مع وارتداء الكمامات، مع توسيع عملية التلقيح لتفادي إصابات جديدة.
من جهته، قال مولاي المصطفى الناجي، عضو اللجنة العلمية للقاح، إن المتحور الجديد "دلتا بلس" ظهر خلال يوليوز الماضي في بريطانيا، ويشكل اليوم 6 بالمائة من حالات الإصابة في المملكة المتحدة، مشيرا إلى أن هذا المتحور الجديد يمتلك خصوصية تتجلى في أنه سريع الانتشار أي أكثر من "دلتا" العادي، وهناك دراسات أجريت في هذا الصدد، تؤكد على أن الأشخاص الذين أصيبوا بهذا المتحور قلت لديهم فعالية اللقاح.
وتابع المتحدث، أن فيروس كورونا مازال لم يقل كلمته الأخيرة، حيث بين الفينة والأخرى يفاجؤنا متحور جديد، والسبيل الوحيد للتقليص من حدة "دلتا بلس"، هي تسريع عملية التلقيح من أجل الوصول إلى المناعة الجماعية، مع التقيد بالإجراءات الاحترازية من تباعد وارتداء الكمامات.