رغم التحذيرات التي أطلقتها سواء وزارة الصحة أو السلطات المحلية بشأن التقيد بالتدابير الاحترازية للحد من الإصابة بفيروس كورونا، فإن جميع المدن والقرى المغربية تعرف تراخيا كبيرا في ارتداء الكمامات، مما ينذر بإمكانية ارتفاع عدد الإصابات بالوباء، وبالتالي حدوث انتكاسة وبائية، خصوصاً أننا في فترة فصل الصيف الذي يشهد حركية كبيرة على مستوى النقل، وسفر المواطنين في جميع ربوع المملكة، بالإضافة إلى شواطئ المدن التي صارت مستنقعات كبيرة لمئات الأشخاص الذين حولوا الرمال إلى مجمعات سكنية دون احترام لأدنى شروط التباعد الجسدي. في هذا الصدد، أكد الدكتور الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، أنه كلما تم تخفيف إجراءات التدابير الاحترازية، فإن الفيروس يتكاثر بشكل كبير، وبالتالي يؤدي إلى ظهور سلالات جديدة، مضيفا في تصريح ل"العلم" أنه يتوجب على المغاربة أخذ الحيطة والحذر من خلال الرفع من درجة التقيد بهذه الإجراءات لتفادي الأسوأ، لكن ما نلاحظه هو حدوث العكس، حيث نجد غالبية المواطنين بدون كمامات وعدم احترام التباعد الجسدي مما يساهم في ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس.
وتابع المتحدث نفسه، أن انعكاسات عدم احترام التدابير الاحترازية هي تزايد عدد الإصابات خصوصا في فئة الشباب التي لا يتجاوز سنها 40 سنة، ولم تستفد من عملية التلقيح، مما سيؤدي إلى ارتفاع كبير في عدد المصابين بأقسام الانعاش، سيما الذين يمكن تعرضهم للإصابة بالمتحور الهندي "دلتا"، ومن ثم حدوث الكارثة، مشددا على أن عدم ارتداء الكمامات غير مرتبط بنسبة الوعي لدى المواطن، بدليل أننا نجد طبقات مثقفة لا تكثرت للتدابير الاحترازية، علما أن المصابين بأمراض مزمنة سيكونون الضحية السهلة للإصابة بالفيروس.
وأوضح الدكتور الطيب حمضي، أن استمرار المغاربة في تجاهل التدابير الاحترازية سيضطر الدولة إلى التراجع عن تخفيف هذه القيود، كما فعلت العديد من دول العالم التي شهدت ارتفاعا في عدد الإصابات بكوفيد 19، مثل فرنسا وروسيا وإيطاليا وجنوب إفريقيا، مشيرا إلى أن السلطات المغربية لن تسمح بتدهور الوضع الوبائي بسبب تهور المواطن، رغبة منها في توفير الحماية له، وبالتالي تجنب وقوع الأسوأ والعودة إلى نقطة الصفر كما حدث في الهند لا قدر الله.
يشار إلى أن وزارة الصحة، كانت قد حذرت من خطورة عدم التقيد بالتدابير الوقائية الخاصة بكوفيد – 19، ومن التراخي الملحوظ الذي تم تسجيله في الأيام الأخيرة بخصوص التدابير الوقائية الخاصة بكورونا، والذي من شأن التمادي فيه أن يؤدي إلى حدوث انتكاسة وبائية خصوصا مع العطلة الصيفية واستئناف الرحلات الدولية من وإلى المغرب، وكذا الرفع التدريجي لتدابير الحذر الليلي إلى جانب اقتراب عيد الأضحى المبارك.
ودعت وزارة الصحة ، عبر بلاغ لها أصدرته بالمناسبة في وقت سابق، عموم المواطنات والمواطنين إلى ضرورة الالتزام الصارم بالإجراءات الاحترازية واحترام التدابير الوقائية ضد كوفيد – 19 الموصى بها من طرف اللجنة العلمية الوطنية ذات الصلة، والسلطات الصحية ببلادنا والمتمثلة في ارتداء الكمامة بشكل سليم، والحرص على النظافة، واحترام التباعد الجسدي، وتجنب التجمعات غير الضرورية.