بسبب تراخي المواطنين واستمرار تصدر جهة الدارالبيضاءسطات لائحة عدد المصابين بفيروس"كورونا"، السلطات المحلية تشن حملات ضد مخالفي قانون إجبارية ارتداء الكمامة بالأماكن العمومية وعدم التقيد بالإجراءات الاحترازية تحركت السلطات المحلية بالعاصمة الاقتصادية للمملكة مؤخرا، من أجل ضبط مخالفي مرسوم قانون إجبارية وضع الكمامة بالأماكن العمومية، وذلك بسبب استمرار تصدر الدارالبيضاء لائحة عدد المصابين بفيروس "كورونا" على المستوى الوطني، بالرغم من انخفاض معدل الإصابة وطنيا، وفق مؤشر الرصد اليومي الذي تعلن عنه وزارة الصحة على رأس كل 24 ساعة.
وقد شنت السلطات العمومية خلال الأيام الأخيرة حملة محدودة في الزمان والمكان ضد مخالفي ارتداء الكمامة، حيث أن هذه العملية شملت فقط بعض سائقي سيارات الأجرة الصغيرة والكبيرة، بتحرير المخالفة ضدهم المنصوص عليها في مشروع قانون حالة الطوارئ الصحية، وذلك بتأدية غرامة مالية قدرها 300 درهم، على اعتبار أن هؤلاء السائقين مطالبين بوضع الكمامة ماداموا يخالطون الركاب بنقلهم على مدار الساعات يوميا، قبل أن تختفي هذه الحملة مع بداية الأسبوع الجاري، موازاة مع إقدام وزارة الصحة على إصدار بلاغ أول أمس الاثنين، حذرت فيه من خطورة تراخي المواطنين، وعدم تقيدهم بكافة التدابير والإجراءات الاحترازية المعمول بها في هذا الشأن، وهو ما علق عليه مصدر طبي بالمستشفى الإستشفائي الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء، بالتأكيد على أن خطر وباء جائحة (كوفيد-19) لازال قائما بقوة وسط مختلف التجمعات خصوصا منها المهنية، بالرغم من عدم تسجيل بؤر مهنية مثلما وقع في العديد من المناسبات خلال أوج انتشار الفيروس، موضحا أن السبب الرئيسي وراء استمرار ارتفاع عدد الحالات المسجلة يوميا بالدارالبيضاء على الخصوص مقارنة بباقي المدن، يعود بالأساس إلى تراخي المواطنات والمواطنين، وعدم تقيدهم بمختلف الإجراءات الاحترازية، فضلا عن تراجع المعدل اليومي للتحاليل المخبرية (PCR) الخاصة بالكشف عن فيروس "كورونا"، مقارنة بالفترات السابقة، بالإضافة إلى تقدم الحملة الوطنية للتلقيح، مما جعل العديد من البيضاويين يعتقدون أنه تم التخلص من الوباء، وأن ارتداء الكمامة لم يعد ضروريا.
وأوضح المصدر الطبي ذاته الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن المؤشرات اليومية لعدد المصابين بالفيروس، تكشف بجلاء استمرار خطر الوضعية الوبائية بالدارالبيضاء، على اعتبار أن هذه المدينة تعتبر أكبر تجمع سكاني بالمملكة، بالنظر إلى الكثافة السكانية والتجمعات الاقتصادية المتنوعة التي تتوفر عليها، مضيفا أن منظومة الرصد الوبائي لازالت ترصد يوميا العديد من الحالات بالرغم من تراجع عدد الوفيات والحالات الحرجة التي تتطلب العناية المركزة، أو الخضوع للإنعاش الاصطناعي، مشددا على أن الجميع مطالب باحترام التدابير الوقائية، لاسيما منها ارتداء الكمامة بالأماكن العمومية.
يشار إلى أن المهتمين بالمجال الصحي، باتوا يتخوفون من وقوع انتكاسة وبائية، بسبب عدم تقيد ساكنة العاصمة الاقتصادية للمملكة بكافة التدابير الاحترازية التي أوصت بها وزارة الصحة منذ بداية انتشار فيروس "كورونا"، وكذا استفحال ظاهرة تراخي المواطنين عقب تخليهم عن ارتداء الكمامة، فضلا عن هاجس احتمال العودة إلى الأسوأ حسب ارتفاع موجات درجة الحرارة تزامنا مع حلول بداية الصيف الجاري، داعين في السياق ذاته، كافة المواطنات والمواطنين إلى اتخاذ المزيد من الحيطة والحذر، قبل الوصول إلى المناعة الجماعية الممهدة لعودة الجميع إلى حياتهم الطبيعية خلال الأشهر المقلبلة.