القوات الأمنية تشن حملات واسعة ضد فصائل "الإلترات" والعصابات الملثمة بالدارالبيضاء تعيش بعض الأحياء السكنية بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، يوميا على إيقاع مشاجرات جماعية وعنيفة بين مجموعة من الشبان الذين لا يتوانون في الاستعانة بالسيوف والأسلحة البيضاء، في مواجهة بعضهم البعض، مما جعل بعض الأسر تضطر إلى مغادرة منازلها قسرا، بسبب أحداث العنف المتبادل بين منتمين إلى ما يسمى ب"الإلترات" المشجعة لأحد فرق كرة القدم بالدارالبيضاء (الوداد والرجاء)، لاسيما أن هذا الصراع بدأ يأخذ طابعا إجراميا خطيرا ببعض الأحياء بحسب ما وثقته فيديوهات نشرت مؤخرا عبر وسائل التواصل الاجتماعي (الفايسبوك).
ولم يعد الصراع بين المنتمين لهذا الفصيل أو ذاك، مجرد عراك فقط، بل الأمر تعدى ذلك، عقب ظهور ملثمين على شكل عصابات مدججة بأشكال من الأسلحة البيضاء، يقومون بارتكاب أفعال إجرامية بغرض فرض السيطرة وخلق جو من انعدام الأمن من خلال الاعتداء الجسدي على الغير، وتعريض حياتهم للخطر، والمساس بممتلكاتهم الخاصة باستعمال كل الأسلحة المتاحة بما في ذلك الكلاب الشرسة، مما جعل ظاهرة عصابات الملثمين وصراعات الإلترات، تثير مخاوف العديد من المواطنين، خاصة أن هذه المجموعات تلجأ إلى ممارسة عمليات الخطف والسرقة والضرب والجرح، وترويع السكان في قلب بيوتهم.
ويلاحظ أن وتيرة تنامي ظاهرة العصابات الملثمة وحرب الإلترات، ارتفعت في الفترات الأخيرة عقب إغلاق الملاعب الرياضية التي تستضيف مباريات الفرق البيضاوية الكبرى لكرة القدم، مما جعل شغب الملاعب ينتقل إلى الأزقة والأحياء، ويتسبب في إحداث الفوضى بالشارع العام، والاعتداء على المارة وسلبهم ممتلكاتهم من هواتف نقالة وغيرها، حيث تمكنت عناصر الشرطة بمنطقة أمن مولاي رشيد بمدينة الدارالبيضاء، في الساعات الأولى من صباح أول أمس الثلاثاء، من توقيف 38 شخصا، من بينهم خمسة قاصرين، وذلك للاشتباه في تورطهم في أحداث دموية وعدم الامتثال ورشق القوات العمومية بالحجارة، وإلحاق خسائر مادية بممتلكات خاصة وعمومية، وخرق إجراءات حالة الطوارئ الصحية، كما أن المصالح الأمنية لازالت تشن حملات واسعة لإيقاف المشتبه فيهم، عقب تنامي ظاهرة "العصابات الملثمة" أو ما يعرف بحرب "الإلترات" التي باتت تهدد سلامة وأمن المواطنين.
يذكر أن السلطات الأمنية بولاية أمن الدارالبيضاء، كانت قد وجهت تعليماتها إلى مختلف دوائرها من أجل توافدها وتعزيز حضورها بمجموعة من الأحياء التي شهدت مؤخرا أحداثا عنيفة، ومواجهات بالعصي والأسلحة البيضاء بين مجموعة من الشبان، وذلك من أجل التصدي لمثل هذا التسيب ومحاربة الظاهرة التي من شأنها أن تشعر المواطنين بعدم الأمن.