إغلاق الحدود والتقيد الصارم بالإجراءات الاحترازية السبيل الوحيد للسيطرة على الفيروس تسود مخاوف لدى المنظومة الصحية من وصول السلالة المتحورة الجنوب إفريقية من فيروس كورونا إلى المملكة، خصوصا أن دراسة حديثة توصلت إلى أنه أكثر خطورة مقارنة بمتحورات أخرى لا سيما البريطاني، كما أنه قادر على تخطي دفاع اللقاحات.
ووفق الدراسة نفسها، فإن سلالة جنوب إفريقيا تقلل الحماية التي توفرها الأجسام المضادة المُنتجة من خلال اللقاح بمقدار الثلثين، مشيرة إلى أنه لم يتضح بعد ما إذا كان هذا الانخفاض سيقضي على فاعلية اللقاح في محاربة السلالة الآخذة في الانتشار عبر العالم.
وفي هذا السياق، قال البروفيسور شكيب عبد الفتاح، عضو اللجنة العلمية للقاح، إن الخطر بات يهدد المغرب خصوصا بعدما وصول السلالة المتحورة البريطانية إليه، حيث أصبح 40 بالمائة أكثر عدوى، مضيفا في تصريح صحفي أنه يكفي أن يمر شخص بآخر لينقل له العدوى بسرعة فائقة.
وبخصوص اللقاحات المتوفرة بالمغرب هل ستحمي المغاربة من السلالات المتحورة؟ أشار المتحدث إلى أن دراسة حديثة أثبتت بصفة قطعية أن لقاحات "سينوفارم" و"سينوفاك" و"أسترازينيكا" توفر الحماية للشخص رغم ظهور المتحور البريطاني، مشددا على أنه يخشى من دخول السلالة الجنوب إفريقية إلى المغرب، لأن اللقاح يقضي على 30 بالمائة منها فقط، أي أنه إذا كان هناك 100 شخص، 30 منهم يكونون محميين، في حين 70 المتبقين غير محمية.
في المقابل، اعتبر مولاي المصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن السيطرة على أي نوع متحور من الفيروس المثير للقلق خصوصا المتحور الجنوب إفريقي تتطلب التقيد الصارم بإجراءات إغلاق الحدود، لتفادي دخول أي حالة مصابة بهذا الفيروس، مضيفا في تصريح ل "العلم"، أن الالتزام بالتدابير الاحترازية كغسل اليدين والحفاظ على مسافة كافية بين الأفراد لمنع انتقال العدوى بات ضرورة ملحة للوقاية من الوباء، فضلا عن التقيد بإجراءات الحدود والالتزام بالحجر الصحي فور الوصول إلى البلد.
وكانت الدراسة التي نشرت نتائجها في "دورية نيو إنغلند الطبية " (The New England Journal of Medicine)، وجدت أن سلالة جنوب أفريقيا قللت من الأجسام المضادة بمقدار الثلثين.
وحسب الدراسة نفسها، فإن الاختبارات التي أجريت بينت أن المتحور الجنوب إفريقي قادر نسبيا على إصابة أشخاص تلقوا اللقاح، لكنها لا توفر أي بيانات حول مدى خطورة الأعراض التي قد تسبب فيها لدى هؤلاء.
وأشارت إلى أن الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس ممن تلقوا حقنتي اللقاح والبالغ عددهم في الدارسة 150 شخصا "كان معدل انتشار العدوى (بالمتحور الجنوب إفريقي) أعلى بثمانية أضعاف مما كان عليه لدى الذين لم يتلقوا أي جرعة لقاحية". وقالت: "يعني ذلك أن لقاح فايزر/بايونتك، وعلى الرغم من فاعليته الكبيرة على صعيد الحماية، لا يوفر على الأرجح مستوى الحماية الكافية من المتحور الجنوب إفريقي من فيروس كورونا".
كما شددت دراسة أخرى نشرتها صحيفة "ذا غارديان" على أن التدابير الوقائية تساهم على الأرجح في الحد من تفشي المتحور الجنوب إفريقي، على الرغم من أنه بإمكانه اختراق دفاعات اللقاحات.
ووفق الصحيفة ذاتها، فإن الفيروس الجنوب إفريقي المتحور يحتوي، مثلما هو الحال مع النسخة البريطانية، على نسخة جديدة تسمى (501.Y.V2)، ويعتقد بأنها تجعله أشدّ عدوى من النسخ القديمة، ومن المرجح أيضا أن يحتوي على نسخ مثيرة، وتفسر تركيبة هاتين النسختين السبب الكامن وراء قدرة الفيروس الجنوب إفريقي المتحور على تفادي استجابات الأجسام المضادة التي يحتويها جسم الإنسان.