لم يكن بمقدور المرء أن يميز بين ما إذا كان المنتخب المغربي هو الذي تأهل إلى مونديال جنوب افريقيا أم المنتخب الجزائري، حيث اكتظت شوارع جل المدن المغربية في الدارالبيضاء والرباط ووجدة ومراكش وغيرها بالجماهير المغربية التي تغنت بالانتصار الجزائري الذي حققه منتخب الجزائر أول أمس الأربعاء في مباراة فاصلة بملعب أم درمان قريبا من العاصمة الخرطوم. ورفرف العلمان الجزائري والمغربي في شوارع المدن المغربية، وهما المشتاقان الى هذا التلاحم الذي غيبته عوامل سياسية بين الجارين الشقيقين. وصاحت الجماهير المغربية التي جابت شوارع المدن بمنبهات السيارات محتفية بالانتصار ورددت «وان. تو، ثري.. فيفا لالجيري» واختلطت الجالية الجزائرية المقيمة في المدن المغربية بالجماهير الرياضية المغربية، وكان من المستحيل التمييز في خضم هذا الاحتفال بين المغربي، والجزائري، وقال أحد أفراد الجالية الجزائرية في تصريح لجريدة «العلم» بشارع فال ولد عمير بالرباط إن هذا الاحتفال يترجم حجم الترابط والاخوة بين الشعبين المغربي والجزائري، وقال إن هذا اليوم يذكره بما عاشته الجزائر يوم تمكن المنتخب المغربي من سحق منتخب البرتغال في نهائيات كأس العالم سنة 1986 . ولوحظ أن قوات الأمن التي اتخذت ما يكفي من الاحتياطات وكأنها كانت تتوقع فوز الجزائريين بالمباراة اكتفت بمراقبة هذه الاحتفالات دون أي تدخل، ولم يسجل أي حادث قد يكون من شأنه تعكير النشوة بهذا الانتصار. إلى ذلك يذكر أن المنتخب الجزائري الذي كان أكثر تنظيما وحضورا فوق أرضية ملعب أم درمان عرف كيف يختطف الفوز في مباراة كانت ممنوعة على مرضى القلب وارتفاع الضغط والأعصاب، وبرهن المنتخب الجزائري بقيادة مدربه الوطني الداهية رابح سعدان كيف يقود الركب طوال 94 دقيقة التي استغرقتها هذه المباراة في ظل تحكيم جيد وتنظيم موفق داخل الملعب. وكان متفقا طبقا للترتيبات الأمنية أن يغادر جمهور الفريق المنهزم أرضية ملعب أم درمان تم يغادر جمهور الفريق المنتصر بعد ثلاث ساعات، إلا أن تدافعا حصل بعد أقل من ساعة من خروج الجمهور المصري، بعد مغادرة الجمهور الجزائري قبل الموعد المحدد تسبب في بعض المواجهات بين أنصار الفريقين، تدخلت على إثرها قوات الأمن السوداني وأعادت الأمور إلى نصابها. وعاشت المدن الجزائرية ليلة بيضاء احتفالا بهذا الانتصار بينما اكتفى قليل من الجمهور المصري بالخروج إلى شوارع القاهرة حاملا الأعلام المصرية وخيمت أجواء أسى وحزن على جماهير مصر العاشقة لكرة القدم ولمنتخبها المصري الجيد بعد إطلاق حكم المباراة صافرة النهاية. وقادت هذه المباراة العلاقات بين البلدين نحو الاقتراب جدا من التصعيد الديبلوماسي بسبب الحملات والحملات المضادة التي عرفت سخونة كبيرة خصوصا حينما نشرت يومية الشروق الجزائرية خبرا قالت فيه إن 13 من المشجعين المصريين لقوا حفتهم خلال مباراة السبت الماضي بالقاهرة، إلا أن السفير الجزائريبالقاهرة كذب الخبر، لكن ذلك لم يكن كافيا لتهدئة اندفاع الجماهير الجزائرية. فهنيئا لمنتخب الجزائر بهذا الفوز المستحق وأملنا أن يتميز بمشاركة فاعلة وقوية في النهائيات.