حالت هزيمة المنتخب الجزائري أمام نظيره المصري بأربعة أهداف للاشيء، أول أمس الخميس، وعدم تمكنه من حجز بطاقة التأهل الثانية للمباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الأفريقية «أنغولا 2010»، بعدما حقق منتخب مصر فوزاً كبيراً على نظيره الجزائري بأربعة أهداف نظيفة، دون تنظيم الجولة الاحتفالية التي كانت مقررة في أهم شوارع الدارالبيضاء. وكان من المقرر تنظيم ما يشبه الكرنفال الاحتفالي، في حالة تأهل المنتخب الجزائري إلى المباراة النهائية، لكن الهزيمة ألغت البرنامج، إذ اكتفى عشرات الجزائريين المقيمين في الدارالبيضاء، بالخصوص، بمتابعة أطوار المباراة في إحدى المقاهي القريبة من القنصلية الجزائرية، جنبا إلى جنب مع مواطنين مغاربة أجمعوا على أن الحكم أفسد العرس. وشوهدت ثلاث سيارات محملة بأعلام جزائرية وهي تجوب كورنيش عين الذئاب في أعقاب المباراة، إذ رددت مجموعة من أفراد الجالية الجزائرية لازمة «وان تو تري فيفا لالجيري»، لكن حجم الخسارة جعل التفاعل ضعيفا. مقابل الهدوء الذي شهدته الدارالبيضاء، خرج آلاف الجزائريين إلى الشوارع في المدن الجزائرية، وفي كبريات العواصم الأوربية، وهتفوا باسم منتخب بلادهم، وهم يقدمون رسالة إلى من يهمه الأمر تعتبر الهزيمة جزءا من اللعبة، وقال مواطن جزائري مقيم في الدارالبيضاء، إن الاحتفال يعني أن الخسارة كانت خارج إرادة اللاعبين، وأن الجزائريين مع منتخب بلادهم في السراء والضراء. وفي نفس السياق، كانت مساندة أغلب المغاربة للمنتخب الجزائري، دافعا لفتح النقاش مجددا حول العلاقات المغربية الجزائرية، خاصة في ظل تعاطف الشارع المغربي مع منتخب الجيران، بل إن مواطنا جزائريا استضافته محطة راديو مارس يوم المباراة، لم يتردد في القول مباشرة على الأثير، إن بوتفليقة مطالب بفتح الحدود مع المغرب، قبل أن يضيف وهو في ذروة الحماس «الصحراء مغربية وستبقى مغربية». وارتباطا بالمباراة، خرج آلاف المشجعين المصريين إلى شوارع القاهرة وبعض العواصم العربية احتفالا بفوز وصفه الإعلام المصري ب»العلقة»، لكن الجالية المصرية المقيمة في المغرب اكتفت بفرحة مستترة، دون الخروج إلى الشوارع، وقال مواطن مصري إن الفرحة مؤجلة إلى حين الظفر بنهائي كأس إفريقيا. وشهدت مباراة مصر والجزائر، احتجاجا قويا على الحكم كودجيا، الذي وصف بالمساند الرسمي لمنتخب الفراعنة، بينما وصفه سعدان، مدرب الخضر، بالمتآمر، لا سيما حين طرد كوفي ثلاث لاعبين جزائريين. وسجل أهداف المنتخب المصري حسني عبد ربه، المحترف بالأهلي الإماراتي، من ضربة جزاء في الدقيقة 38، وتمكن محمد زيدان، لاعب فريق «بروسيا دورتموند» الألماني، من إحراز الهدف الثاني في الدقيقة ال 64، وجاء الهدف الثالث ل«الفراعنة» في الدقيقة ال 80، عن طريق اللاعب محمد عبد الشافي، لاعب «الزمالك»، ولم يخيب أحمد ناجي «جدو»، توقعات مشجعي المنتخب المصري، ليختتم الرباعية في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع، وهو الهدف الرابع للاعب «الاتحاد السكندري». بهذا الفوز يكون المنتخب المصري قد حقق أكثر من هدف، أولها مواصلة طريقه نحو الاحتفاظ بلقب البطولة الأفريقية المفضلة لديه، حيث أصبح قاب قوسين أو أدنى من إحراز لقبه الثالث على التوالي، والسابع في تاريخ البطولة، كما يكون قد رد الاعتبار لهزيمته أمام المنتخب الجزائري في «أم درمان» بالسودان، في المباراة الفاصلة، التي انتزع خلالها «الخُضر» بطاقة التأهل العربية الوحيدة إلى مونديال «جنوب أفريقيا 2010.» وكان منتخب غانا قد حجز أولى بطاقتي التأهل إلى الدور النهائي من البطولة، بعد فوزه على المنتخب النيجيري بهدف دون رد، في أولى مباراتي الدور نصف النهائي، بالعاصمة الأنغولية لواندا.