قال الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الاقتصادية والعامة نزار بركة، الثلاثاء الماضي بالصخيرات، إن المغرب وضع البعد الجهوي في صلب السياسات الاقتصادية والاجتماعية العمومية بهدف جعل الجهة نواة للتماسك الاجتماعي والتضامن المجالي، وقاعدة للنمو الاقتصادي والتنمية البشرية المستدامة والديمقراطية المحلية. وأوضح بركة، خلال الجلسة الافتتاحية لاشغال المنتدى الجهوي حول «كيف يمكن جعل الجهة فضاء للتنمية» الذي ينظمه «نادي مشاريع» بتعاون مع عمالة الصخيرات -تمارة ووكالة «ويش ايفينت»، أن الحكومة اتخذت في إطار تنفيذ التوجهيات الملكية السامية جملة من الاجراءات الهادفة إلى ترسيخ التضامن المجالي وتقوية التوازن الجهوي الكفيل بادماج جميع الجهات في الدينامية الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة. وأشار إلى أنه تم في هذا الاطار إحداث أقطاب جهوية ذات قوة تنافسية في مختلف الميادين الاقتصادية والاجتماعية تهدف إلى النهوض بالجهة وجعلها قطبا للاستثمار والنمو، وذلك من خلال تثمين الموارد الطبيعية والاستغلال الأمثل للمؤهلات المحلية. وأضاف الوزير أن الحكومة اختارت منهجية التعاقد مع الجهات بغية الانتقال من التدبير الممركز الى التدبير الترابي، كآلية ناجعة لترجمة الاصلاحات والاستراتيجيات الى مشاريع محلية مندمجة من شأنها تحقيق التنمية المجالية. كما ذكر بأن الحكومة أطلقت، في إطار مواكبة مختلف الاستراتيجيات القطاعية وادماج الفئات المعوزة في النسيج الاقتصادي، مخططات جهوية لتنمية الاقتصاد الاجتماعي في معظم جهات المملكة ترتكز على مقاربة تشاركية مع المنتخبين في اعداد خارطة طريق مجالية للانشطة المدرة للدخل، وذلك انطلاقا من الامكانات الطبيعية والاقتصادية والبشرية التي تزخر بها كل جهة على حدة، مع التركيز على القطاعات الانتاجية الكفيلة باستمرارية هذه الانشطة والحاملة للقيمة المضافة وفرص الشغل. من جانبه، أكد وزير التشغيل والتكوين المهني جمال أغماني أن الجهة تشكل رافعة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وأداة للنهوض بالاستثمار من أجل تحسين مستوى عيش السكان.وبالمناسبة، استعرض الوزير مجموعة من المؤشرات والمشاريع المتعلقة بسوق الشغل والتكوين المهني بعمالة الصخيرات تمارة، مؤكدا أن النهوض بالاستثمار رهين بتكوين موارد بشرية كفأة قادرة على مجابهة التحديات. أما وزير الاسكان والتعمير والتنمية المجالية توفيق احجيرة، فتوقف بدوره عند أهم المشاريع التي يتم إنجازها في عمالة الصخيرات تمارة، خاصة في مجال الاسكان مشيرا في هذا الصدد إلى مشروع «تامسنا». وأضاف أن هذا المشروع الذي بلغت نسبة انجاز بنيته التحيتة 97 في المائة، والذي يعرف مشاركة 45 منعش عقاري يجسد الدينامية والالتقائية القائمة بين السلطات العمومية والمنتخبين. من جهتهما، دعا بوعمر تغوان وعبد الحق الحوضي على التوالي رئيس مجلس جهة الرباط -سلا -زمور -زعير، وعامل عمالة الصخيرات -تمارة، المستثمرين إلى استغلال المؤهلات التي يزخر بها تراب العمالة من أجل انجاز مشاريع اقتصادية من شأنها المساهمة في دينامية التنمية المستدامة التي تعرفها المملكة.وأكدا استعداد الجهة والعمالة على تقديم المساعدة للمستثمرين بهدف الرقي بالمنطقة وجعلها قطبا للاستثمار، وذلك بتعاون وشراكة مع الجماعات المحلية والمجتمع المدني. ويتضمن برنامج هذا المنتدى الجهوي، الأول ضمن ست منتديات أخرى ستنظم بمختلف جهات المملكة، عدة ورشات تتمحور حول المؤهلات التي تزخر بها منطقة الصخيرات -تمارة، والحكامة المحلية، ومواكبة الجماعات المحلية للتنمية الاقتصادية المنشودة، وامكانيات وفرص الاستثمار المتاحة في قطاعات الطيران والسيارات والاليكترونيك والمقاولات الصغرى والمتوسطة. ويتوخى المنظمون من خلال عقد هذا المنتدى وضع أرضية مشتركة من أجل مخطط للتنمية الاقتصادية الجهوية على المدى الطويل.