تحركات حثيثة تشهدها كواليس البرلمان الأوروبي ببروكسيل من أجل تحضير ملف يتم بموجبه تصنيف الجبهة الانفصالية وإعلانها كجماعة إرهابية. الملف الذي يكشف بتقارير موثقة الانحراف المتزايد لميليشيات البوليساريو نحو مستنقع الإرهاب الأسن، يأتي عقب تحذير جدي صادر عن المدير العام للسياسة الخارجية والأمنية بوزارة الخارجية الإسبانية والاتحاد الأوروبي والتعاون، في شأن ما وصفه بالتهديد الإرهابي الحقيقي الذي تشكله جبهة "البوليساريو" في منطقة الساحل على الجوار الأوروبي. المسؤول الإسباني رفيع المستوى أكد خلال تدخله في ختام أشغال منتدى حول الإرهاب العالمي نظمه المعهد الملكي الإسباني للدراسات الدولية والاستراتيجية (إلكانو) قبل أسبوعين ، أنه "صدم" حين علم أن زعيم الجماعة الإرهابية " الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى"، عدنان أبو الوليد الصحراوي، ينحدر من مخيمات تندوف، مشيرا إلى أن هذه المنطقة أضحت أرضا خصبة للجهادية الإسلامية. فيديل سينداغورتا الذي نقلت تصريحاته وكالة (أوروبا برس)، أبرز أنه تم إبلاغه بأن هذه الميليشيات المسلحة (البوليساريو) كانت تتدرب في كوبا خلال الفترة التي كان يعمل فيها كدبلوماسي بذلك البلد، مشيرا إلى أن ظاهرة الجهاد المتطرف الراسخة في هذه المنطقة "يجب أن تثير انتباهنا لأنها قريبة جدا من عالمنا". في نفس السياق أكد مدير المجلة الإسبانية المتخصصة أتالايار أن الجماعات الإرهابية تستهدف بشكل متزايد الصحراويين الذين يعيشون في مخيمات تندوف للاجئين كمجندين وتزامن ذلك مع دق العديد من الشخصيات العامة الإسبانية لناقوس الخطر مؤخرًا بشأن دور البوليساريو في زيادة عدم الاستقرار في منطقة الساحل. مجلة إنسايد أوفر الإيطالية المتخصصة في العلاقات الدولية كتبت بدورها مؤخرا أن جماعة «البوليساريو» المسلحة قد استلهمت أساليب داعش وطالبت ميليشياتها وخلاياها النائمة بتنفيذ هجمات إرهابية ضد المغرب. وفي مقال للصحافي ماورو إنديليكاتو، أكد المنشور أن «قادة البوليساريو يستلهمون داعش ويهددون بتنفيذ حرب عصابات وهجمات إرهابية ضد المغرب، من خلال تفعيل ميليشياته وخلاياه النائمة»، التي تشكل، بالنسبة لها، «سابقة خطيرة». المجلة أحالت على تصريح أحد القادة الانفصاليين بشبكات التواصل الاجتماعي يدعو من خلاله بأسلوب التهييج و على طريقة داعش المدنيين إلى «تفجير أنفسهم وسط العدو لإحداث أكبر عدد من الضحايا»، ويلاحظ صحافي إنسايد أوفر أن «هذه سابقة خطيرة للغاية وتصعيد للإرهاب الجهادي في المنطقة، مما يذكّر عن كثب بالاستراتيجية الدعائية للإرهاب التي يمارسها تنظيم داعش في الشرق الأوسط وخاصة في أوروبا. وسبق للموقع الإخباري الأسترالي "فيب ميديا" أن كشف قبل سنتين أن الحركة الانفصالية "البوليساريو" تعد منظمة إرهابية تمولها إيران التي تغذي مخططات لزعزعة الاستقرار في شمال إفريقيا. وأكد الموقع الأسترالي في مقال تحت عنوان "الكونغريس الأمريكي يدعو إلى تحرك مستعجل ضد تهديدات زعزعة الاستقرار في شمال افريقيا"، أن إيران وحليفها "حزب الله" يغذيان مخططات لزعزعة الاستقرار في منطقة شمال إفريقيا، والتي تندرج في إطار معاكسة أهداف الأمن القومي الأمريكي. صحيفة وول ستريت جورنال تساءلت بدورها صيف 2019 كيف أنه في الوقت الذي يعمل فيه المجتمع الدولي على إخماد بؤر التوتر وتثبيت السلم والأمن، ما تزال البوليساريو تشكل تهديدا خطيرا للاستقرار في منطقة الساحل والشرق الأوسط وشمال أفريقيا. الصحيفة الامريكية أبرزت أن البيت الأبيض، وإدراكا منه للمخاطر التي تشكلها «الجمهورية الوهمية»، عازم على وضع حد لهذا النزاع، مشددة على أن الدينامية الحالية تحت رعاية الأممالمتحدة هي الخيار الأكثر أمانا والأقل كلفة من أجل التوصل إلى حل توافقي. قبل أيام توصلت حكومة مدريد باستفسارات جديدة في شأن موضوع الهجمات الإرهابية التي ارتكبتها البوليساريو ضد عمال من جزر الكناري في الصحراء المغربية خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي. صحيفة ( لابروفانسيا ) الكنارية قالت إن وزيرة الخارجية الاسبانية مارلاسكا عقدت مؤخرا اجتماعا حول هذا الموضوع مع رؤساء عدة جمعيات تمثل أكثر من ستة آلاف من الضحايا وأقارب ضحايا الإرهاب الذي ارتكبته بصفة خاصة جبهة البوليساريو ومنظمة إيتا في حق الكناريين. الصحيفة أضافت نقلا عن بيان صادر عن "الاتحاد المستقل لجمعيات ضحايا الإرهاب في إسبانيا" أن لوسيا خيمنيس رئيسة الجمعية الكنارية لضحايا الإرهاب ( أكافيتي ) التي تمثل ما يقرب من 300 من ضحايا الإرهاب بأرخبيل الكناري أكدت على ضرورة أن تتخذ الحكومة الإسبانية إجراءات "عاجلة وفورية" لفائدة ضحايا "الهجمات الدموية والوحشية" التي ارتكبتها جبهة البوليساريو في حق مجموعة من العمال الكناريين بالصحراء المغربية. المتتبعون يؤكدون أنه كان يتوجب على الحكومة المغربية إعلان البوليساريو حركة إرهابية بمجرد تورط عناصر تابعة لها في مجزرة مخيم إكديم إزيك قبل عشر سنوات متسببين في مقتل 11 فردا من القوات العمومية, بغض النظر عن مجرى العدالة المغربية التي حسمت في الملف قبل شهر. ... منذ أن شكلها وسلحها الراحلان بومدين والقدافي لأهداف وأجندات معروفة لم تتوان ميليشيات البوليساريو الانفصالية عن ربط الاتصالات مع الحركات والمنظمات الإرهابية سواء منها اليسارية الراديكالية بأمريكا اللاتينية أو الدينية المتطرفة بمنطقة الساحل وإيران ولبنان والتنسيق معها.