انتهت أزمة اختطاف طائرة الركاب التابعة لشركة صن إير السودانية بوصول ركابها المفرج عنهم إلى الخرطوم واستسلام خاطفيها للسلطات في مطار الكفرة الواقع في أقصى جنوب ليبيا. وانتقل الركاب إلى الخرطوم بطائرة ليبية أتت من طرابلس إلى الكفرة لنقلهم تزامنا مع وصول وفد سوداني من عشرين مسؤولا إلى المطار الذي شهد آخر فصول عملية الاختطاف. وقالت وكالة الأنباء الليبية إن بين المفرج عنهم مفوض السلطة الانتقالية بإقليم دارفور محمد التيجاني الطيب ورئيس مفوضية أراضي دارفور بالسلطة الانتقالية آدم عبد الرحمن أحمد ومستشار شؤون القبائل بالسلطة الانتقالية يعقوب الملك محمد الملك ورئيسة تنسيق الأراضي بدارفور آمال الشيخ. أما الأجانب المفرج عنهم فهما ضابطان مصريان يعملان في قوة حفظ السلام وإثيوبيان وأوغندي. وكان خاطفا الطائرة قد أطلقا في وقت ساب أول أمس جميع الركاب وعددهم 87 و2 من أفراد الطاقم وأبقيا 6 من أفراد الطاقم رهائن بعد إخفاق مساعيهما في تزويد الطائرة بالوقود والتوجه بها إلى باريس. لكنهما ما لبثا أن سلما نفسهما إلى السلطات الليبية وجرى نقلهما إلى مبنى مطار الكفرة، حسب تصريح نقلته وكالة الأنباء الليبية عن رئيس مصلحة الطيران محمد شليبك. وقالت وكالة أسوشيتدبرس إنهما أوقفا وهما يخضعان للاستجواب. وكانت الطائرة وهي من طراز بوينغ 373 قد اختطفت أول أمس بعد قليل من إقلاعها من مطار مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، ثم توجهت إلى مطار الكفرة (1350 كيلومترا جنوب شرق طرابلس) بعد رفض السماح لها بالهبوط في مطار أسوان المصري. ونقل عن مدير مطار الكفرة العسكري خالد ساسيا أن الخاطفين ينتميان إلى حركة تحرير السودان جناح عبدالواحد نور المقيم بباريس وأنهما يريدان الالتحاق به. إلا أن الأخير نفى في تصريحات للجزيرة صلة الحركة بالاختطاف مؤكدا أن ترهيب المدنيين ليس من أخلاقياتها. ومع استمرار الجدل حول هوية الخاطفين وعلاقتهما بتنظيم عبدالواحد نور قال الرئيس التنفيذي لشركة صن إير مالكة الطائرة إن دوافع الخاطفين كانت شخصية وإنه لا صلة لهما بأي جماعة متمردة. وأضاف أن الخاطفين في الأربعينيات من العمر ولم يكن لهما أي دوافع سياسية. بدوره قال القنصل السوداني في الكفرة محمد البلا عثمان إن الخاطفين طلبا السفر أولا إلى فرنسا ثم راحا يتفاوضان حول اللجوء إلى ليبيا لكنهما لم يجدا أي مخرج أو طريقة للهرب. وفي رد فعله وصف الرئيس السوداني عمر البشير عملية الاختطاف في خطاب له بجوبا جنوب السودان «بالعمل الإرهابي الرخيص»، بينما طالبت الخارجية السودانية بترحيل الخاطفين إلى الخرطوم. غير أن نور الدين مزني المتحدث باسم حركة العدل والمساواة _وهي إحدى فصائل التمرد بدارفور- ربط الحادث بأحداث معسكر كلما، حيث قتل نحو 33 من لاجئي دارفور في مواجهات مع قوات الأمن السودانية. واتهم الحكومة بالوقوف وراء عملية الاختطاف لصرف الأنظار عما جرى في المعسكر، مضيفا أن عدد القتلى هناك وصل إلى سبعين مدنيا.