بزيارة خفيفة للأكشاك عبر شوارع المدينة، تلاحظ تعدد الصحف الجهوية والمحلية واختلاف مشاربها، وهي ماتزال تسير لتحقيق ثقافة الاختلاف، بتأسيس مخاطب محترم يدافع بإيمان وإخلاص عن الجهة والجهوية من خلال الأداء الإعلامي، ولعل طموح الغيورين على هذا المخاطب يتجلى في رسالة إعادة الاعتبار للإعلام الجهوي ولرصيده التاريخي المشرق ولرموزه، مع العلم أن إعلامنا الوطني كما تؤكده أطروحات الجميع بدأ جهويا ومن حقنا جميعا أن نرعاه وفق ضوابط وأخلاق تعيد له الإشراق والبهجة.. فالإعلام الجهوي رغم ما تشوبه من مشاكل، يلعب دورا تكميليا بالنسبة للإعلام الوطني، ولعل الظروف جد مواتية لانتعاش حقل الإعلام الجهوي، بفضل التوجه الجديد الذي ينهجه المغرب في دعم الجهوية وتفعيل اللامركزية، ويبقى للإعلام الجهوي خصوصياته وطبيعة توجه خطة الإعلامي بشك يختلف في الكثير من الأحيان عما يسمى بالاعلام الوطني الذي له ما يميزه من قوة وفعل. فإذا كان الإعلام الجهوي مرتبط بمجاله الضيق الذي لايتعدى في الكثير من الأحيان الجهة، فإن ملامسته والتقاطه وتجميعه ومسحه للأحداث والوقائع التي تدخل ضمن مجاله، يشكل في حد ذاته مصدرا لابديل عنه لتحقيق الإكتفاء الإعلامي على مستوى الجهة، وتبقى الإشارة إلى أن الإعلام الجهوي يشكل في الكثير من الأحيان متاعب لاحصر لها للإعلام الوطني، وأكثر من ذلك فإنه يلتهم بشكل مخيف نسبة مهمة من القراء الذين يفضلون الاهتمام بالشأن المحلي، لأن مايقع وطنيا أو حتى عالميا من أحداث يقدمه التلفزيون وجهاز الترقيم.. وعلى مستوى الجهة الشرقية، فإن الإعلام الجهوي تطبعه الكثير من الخصوصيات المشتركة التي تميز الإعلام الجهوي المغربي بصفة عامة ويتقاطع معه في الكثير من آليات وتقنيات الإشتغال. لكن الذي يمكن الحسم فيه هو وجود صحافة جهوية جادة تحمل هم المجتمع وتتخندق مع مشاكله، وصحافة سوقية ارتزاقية هجينة تتربص بالمجتمع. ويمكن القول أنه لا أحد يجادل في الدور الكبير الذي يمكن أن يقدمه الإعلام الجهوي بصفة عامة الصحافة المكتوبة بصفة خاصة في ظل السياسة التي ينهجها المغرب في تدعيم اللامركزية وترسيخ مفهوم الجهوية، إن هذه السياسة لايمكن أن يكتب لها النجاح إلا إذا كان هناك إعلام جهوي يواكب هذه السياسة لخدمة التنمية التي ينشدها المغرب، لذلك بات من المؤكد أن الإعلام الجهوي بدأ يترسخ ويتكرس، لكن يجب على الجهات الوصية أن تدعمه لكي يترقى أداؤه المهني..