تتوقع المندوبية السامية للتخطيط أن تعرف عدة أنشطة اقتصادية تطورا خلال الفصل الثالث ، بعدما عرفت تحسنا خلال الفصل الثاني من سنة 2009 مقارنة مع الفصل السابق، ويهم الأمر قطاعات البناء والأشغال العمومية و الطاقة والمعادن والصناعة التحويلية، وهو ما كان له تأثير إيجابي على سوق الشغل ، حيث يتوقع مسؤولو المقاولات ارتفاعا في أعداد اليد العاملة المشتغلة في قطاعي البناء والأشغال العمومية و المعادن. في حين، يتوقع ان تشهد قطاعات الصناعة التحويلية والطاقة انخفاضا في عدد المشتغلين وتفيد نتائج بحوث الظرفية الاقتصادية المنجزة دوريا من طرف المندوبية السامية للتخطيط أن قطاع البناء والأشغال العمومية عرف تحسنا خلال الفصل الثاني لسنة 2009 مقارنة مع الفصل السابق، حيث أن 51%من مسؤولي المقاولات صرحوا بارتفاع الإنتاج، و%40 منهم أكدوا استقراره و %9 صرحوا بانخفاضه . ويعزى هذا التحسن المسجل إلى التطور الإيجابي الذي سجلته بالأساس أنشطة "الأشغال البنائية الضخمة" و"الأشغال المختصة في الهندسة المدنية" و"اشغال التجهيز بالكهرباء". وتشير البحوث أن قطاعي الطاقة والمعادن بدورهما عرفا تحسنا في الانتاج، حسب تصريحات مسؤولي المقاولات، ويعزى ذلك إلى الارتفاع الحاصل في إنتاج "الكهرباء" بالنسبة لقطاع الطاقة، وإلى تزايد الإنتاج في صناعة "المعادن غير الحديدية" بالنسبة لقطاع المعادن. وشهد قطاع الصناعة التحويلية،أيضا تحسنا طفيفا ، ويعزى هذا التحسن بالاساس الى الارتفاع في الانتاج على صعيد فروع انشطة "المنتوجات الكيماوية و الشبه كيماوية " و" منتوجات مستخرجة من تحويل معادن المحجرة " و" منتوجات معدنية « دون آلات و معدات النقل» " و"الورق و الورق المقوى و الطباعة ". في حين عرفت فروع انشطة "منتوجات أخرى للصناعات الغذائية" و"النسيج وصناعة الملابس المنسوجة " و"معدات النقل" انخفاضا في الانتاج. وتبرز نتائج البحوث أن عدد المشتغلين في قطاع البناء والأشغال العمومية قد عرف ارتفاعا خلال الفصل الثاني لسنة 2009 مقارنة مع الفصل الاول من نفس السنة، بينما عرف عدد المشتغلين في قطاعي الصناعة التحويلية والمعادن استقرارا. وعلى العكس، عرف هذا العدد انخفاضا بقطاع الطاقة. وتبين نتائج البحوث أن هامش قدرة الإنتاج غير المستعملة للمقاولات خلال الفصل الثاني لسنة 2009، قد بلغت نسبة %31 في قطاع البناء والأشغال العمومية و%23 في قطاع الصناعة التحويلية و%15 في قطاع الطاقة و% 13 في قطاع المعادن. وتتوقع المندوبية السامية للتخطيط أن يسجل قطاع البناء والأشغال العمومية تحسنا خلال الفصل الثالث لسنة 2009، حيث توقع حوالي %46 من رؤساء المقاولات حصول ارتفاع في الانتاج وتوقع %48 منهم حصول استقرار في الإنتاج ، مقابل فقط %6 منهم يتوقعون انخفاضه. والاتجاه نفسه من المتوقع أن يسجله قطاع الصناعة التحويلية، وذلك بفضل الارتفاع المتوقع في انتاج "منتوجات أخرى للصناعات الغذائية " و" المنتوجات الكيماوية و الشبه كيماوية" ومن جهة اخرى، الى الانخفاض المتوقع في انتاج "المشروبات و التبغ" و" صناعة الملابس باستثناء الأحذية" و" النسيج وصناعة الملابس المنسوجة". و كذلك قطاعا الطاقة والمعادن اللذان من المتوقع أن يعرفا ارتفاعا في الإنتاج، بفضل الإرتفاع المزدوج المتوقع في إنتاج "تكرير البترول" وفي إنتاج "الكهرباء" بالنسبة لقطاع الطاقة وبفضل الإرتفاع المتوقع حصريا في انتاج "المعادن غير الحديدية" بالنسبة لقطاع المعادن .