مؤشرات متلاحقة على انتكاسة وشيكة! تغير الفيروس واستهداف الفئات الهشة وتراخي المواطنين عواملُ تعقد الوضع الوبائي بالمملكة مواطنون في زمن كورونا بالمغرب العلم الإلكترونية: عبد الناصر الكواي تتلاحق مؤشرات انتكاسة وشيكة لجهود المملكة في مكافحة كورونا، خاصة عشية المرحلة الثالثة من رفع الحجر الصحي. وهنا يستحضر الخبراء ثلاثة مؤشرات وبائية تعكس تعقد الحالة المغربية، وهي حدوث تغير في إبرة الفيروس مما جعله أسرع في التنقل، واستهداف الفئات الهشة صحيا والتي باتت عرضة للخطر، وتراخي عدد من المواطنين في التزام الإجراءات الوقائية. وقد جدد كل من رئيس الحكومة، ووزير الصحة، بدورهما التشديد على محورية هذا العنصر الأخير في التصدي للجائحة. في هذا السياق، قال عز الدين الإبراهيمي، مدير مختبر البيولوجيا الحيوية بكلية الطب والصيدلة بالرباط، إن المقارنة مع 80 بلدا تظهر وجود طفرة معينة في الشوكة البروتينية للفيروس، والتي تسمح له بالانتشار أكثر، حيث انتقل من الطفرة المسماة D614 إلى طفرة تسمى G46، موضحا أن هذا الانتشار يثير مخاوف حول الطاقة الاستيعابية للإنعاش، وتسطيح منحنى الإصابات. واستغرب الباحث ذاته، من الأشخاص الذين ينفون وجود الفيروس، مستشهدا بحالة طبيب من طنجة، قضى أزيد من ثلاثة أيام في الإنعاش بسبب الإصاب بكوفيد-19. وشدد على أن الفيروس التاجي موجود، ويمكنه في ظل وضعية معينة أن يؤدي إلى أعراض خطيرة حتى لدى الشباب الأصحاء، وليس المرضى والمسنين فقط. وأضاف الإبراهيمي، أن الإصابة والشفاء بعدها، لا تعني عدم الإصابة مرة أخرى بالفيروس وبالتالي نقله لأشخاص في وضعية هشاشة صحية، داعيا إلى وضع الكمامة التي أثبتت دراسات أنها تخفف من الإصابة بخمسين في المائة. وذلك حتى لا نضع منظومتنا الصحية على المحك. من جهته، أكد نابيل تاشفونتي، أستاذ علم الأوبئة، على أن مؤشرات خطورة الوباء بدأت ترتفع، وما يدل عليها عدد الحالات في أقسام العناية المركزة والإنعاش، وأيضا عدد الوفيات، وهو ما يترجم التمظهر الوبائي. وهنا نستغرب تصرف بعض المواطنين الذي يبدو وأننا تخلصنا من الوباء، مما ساهم في ارتفاع مؤشرات الخطورة التي تهدد بانتكاسة لجهود المملكة في التصدي لكورونا. وحول محددات هذه الانتكاسة المفترضة، أوضح تاشفونتي، أن ما يميزها هو "الثالوث الوبائي"، والذي يضم أولا محدد تغير الخصائص الجينية للفيروس، والتي يمكن أن تعطي حدة في ضراوته، مستدركا بأن المعطيات المتوفرة حتى الآن تظهر عدم حدوث طفرة في الفيروس، ثانيا محدد طبيعة الساكنة التي يظهر لديها الوباء، هل هي هشة مسنة أو ذات مناعة..؟ وهنا يبدو أن الفئة الهشة صحيا أصبحت مستهدفة بعد رفع تدابير الحجر الصحي، خاصة من طرف محيطيهم من الأصحاء، المحدد الثالث هو الإجراءات الحاجزية، والتي تراخى فيها عدد من المغاربة. وأكد المتحدث، على المجهود الكبير الذي تبذله المؤسسات الاستشفائية بالمملكة، في التصدي للجائحة، والتضافر بين القطاعات الطبية الثلاثة العام والعسكري والخاص، محذرا من أن استمرار عدد الإصابات في التزايد لن يسعف المنظومة الصحية في استيعابها. وأشار للدور الذي تلعبه منظومة الرصد والتتبع الوبائي في جعل العدد متحكم فيه، والمطلوب هو التحكم في سلوكياتنا للحفاظ على الوضع تحت السيطرة. وخلال ندوة مشتركة مساء الأحد بين رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، ووزيرالصحة خالد أيت الطالب، شدد العثماني على ضرورة تعبئة والتزام المواطنين بتدابير الوقاية لإنجاح حرب المغرب على الجائحة، داعيا المغاربة إلى قضاء العيد بمنزالهم والتواصل مع الأهل والأقارب عبر الهاتف وشبكة الإنترنيت، حتى يمر الأضحى بسلام، بالنظر لما يقع خلال السفر من ازدحام وإمكانية انتقال االعدوى. بينما قال أيت الطالب، إن المغرب أجرى ما مجموعه مليون و196 ألف تحليلة للكشف عن الفيروس التاجي، وأضاف أن هذا الرقم قياسي، غايته الوقوف على مؤشر سريان الوباء، و"لكن بعد الاطمئنان على توقف السريان سيتم خفض وتيرة الفحوصات"، مؤكدا أن الوضع الوبائي حاليا مستقر.