تجاهل حكومي وإقبال ضعيف يواجهه المعنيون بالتضافر والالتزام بالتدابير الوقائية لهم ولزبنائهم العلم الإلكترونية: عبد الإلاه شهبون- ت: حسني يعاني تجار المركز التجاري المنال بالرباط، بعد التخفيف من الحجر الصحي، والسماح باستئناف أنشطة المراكز والأروقة التجارية، وكذا المجمعات التجارية الكبرى، وفقا للشروط التي حددتها السلطات المختصة، من صعوبات جمة أبرزها ضعف الإقبال والأزمة المالية التي يعيشها تجاره، بسبب إغلاق محلاتهم لأكثر من ثلاثة أشهر إثر جاحة كورونا، حيث وصل الأمر ببعضهم إلى التخلي عن محله بسبب عدم قدرته على دفع مبلغ الكراء، إضافة إلى تراكم الديون الذي أثقل كاهل التجار. "العلم" وقفت عن قرب على معاناة تجار المركز التجاري المنال، الذين عبروا عن استيائهم من تجاهل الحكومة لهذه الفئة التي تضررت بشكل كبيرمن الجائحة، مؤكدين أنهم لم يحظوا بنصيبهم من دعم صندوق تدبير جائحة كورونا رغم أنهم يستحقون. وفي هذا السياق عبر جامع أيت الطيب، صاحب محل لبيع الهواتف النقالة، وعضو جمعية تجار المركز التجاري المنال، عن استيائه من الوضع الذي بات يعيشه التجار بسبب إغلاق محلاتهم لما يزيد من ثلاثة أشهر إثر جائحة كورونا. وقال في تصريح ل"العلم"، بأن جميع التجار يعانون في صمت دون أي تحرك من طرف الحكومة، مضيفا أن هناك من لم يجد ما يسد به رمق أسرته، والبعض الآخر سلم مفاتيح المحل لصاحبه، بعدما تراكمت عليه واجبات الكراء، إضافة إلى الديون والضرائب. علما أن معظم التجار لم يستفيدوا من صندوق كورونا الذي خصصه جلالة الملك محمد السادس لهذه الجائحة. وأوضح أيت الطيب، أن مازيد من معاناة التجار هو ضعف الإقبال، لأن المواطن مازال متخوفا من الإصابة بالوباء، مشددا على أن المركز التجاري المنال خضع لمجموعة من الإصلاحات، كما يتوفرعلى وسائل الوقاية من معقمات كحولية والتباعد الجسدي، وقال "إننا واعين بخطورة الوباء، ونحرص على سلامة وصحة الزبائن". من جهته أكد سعيد أخراز، مسير محل لبيع الملابس التقليدية، أن المركز التجاري المنال قد استأنف نشاطه منذ أسبوع، بعد توقف دام لأكثر من ثلاثة أشهربسبب فيروس كوفيد-19، مضيفا في تصريح ل"العلم" أن البداية كانت مشجعة، والزبناء بدأوا يتقاطرون على السوق بشكل تدريجي، وتمنى أن تعود الحركة كما كانت قبل الجائحة لتعويض ما فات. جانب من المركز التجاري المنال وبخصوص التدابير الاحترازية لحماية الزبناء، قال المتحدث نفسه، بأنها انطلقت مبكرا بإدخال بعض الإصلاحات على المركب مع القيام بحملة تحسيسية التي سوف ستستمر إلى غاية 15 يوليوز الجاري، إضافة إلى توفيهم للمعقمات والحرص على التباعد الجسدي، مشيرا إلى أنهم لمسوا وعيا كبيرا من طرف المواطنين وهذا ما سيسهل عليهم المهمة، كما اعتبر التوقيت من العاشرة صباحا إلى غاية الثامنة والنصف مساء غير كاف، ملتمسا من الجهات المسؤولة التفكير في هذه النقطة مراعاة للوضعية الصعبة التي يعيشها تجارالمركب. وأوضح سعيد أخراز، أن الجائحة كبدت التجار خسائر كبيرة، لأن محلاتهم كانت مغلقة وليس لديهم أي دخل آخر، إلى جانب تراكم واجبات الكراء ما اضطر معه بعضهم إلى الاستسلام للأمر الواقع، في حين كان الصبر ملاذ آخرين رغم هذه الإكراهات، مشددا على تضافر جهود جميع التجار للخروج من هذه الأزمة. بينما اعتبر إبراهيم أشرعي، صاحب محل لبيع العسل، أن العودة التدريجية للزبائن ستساعدهم على تجاوز الأزمة مع مرور الأيام، وقال في تصريح ل"العلم" إن المركب التجاري المنال له سمعة طيبة، بفضل المجهودات التي بذلت لتوفير المناخ المناسب للزبائن، من توفير المعقمات والتباعد الاجتماعي حفاظا على سلامة الجميع، مضيفا أنه كان محظوظا بحكم استفادته من دعم صندوق الضمان الاجتماعي، متأسفا في الوقت ذاته على البعض الذي لم يستفد من دعم صندوق كورونا لأنه لايتوفر على بطاقة راميد. رشيد لفقيه، تاجر للملابس التقليدية الجاهزة، شدد على أن إغلاق السوق لأكثر من ثلاثة أشهر كان وقعه كارثيا على جميع التجار، لأنهم عانوا في صمت دون أن يجدوا ولو التفاتة من لدن المسؤولين، رغم المراسلات التي بعثتها جمعية تجار المركز التجاري المنال للجهات المعنية، وأكد في تصريح ل"العلم" أن البعض ضاعت منهم محلاتهم بسبب الديون المتراكمة وواجبات الكراء، مضيفا أنه رغم السماح باستئناف العمل فإن الإقبال مازال لا يرقى للتطلعات، بحكم هاجس الخوف من الإصابة بكورونا الذي يخيم على المواطن. وتابع المتحدث نفسه، أن الجميع داخل السوق يضع سلامة الزبون فوق كل اعتبار، ويحرصون على توفير وسائل الوقاية مع تطبيق إجراءات صارمة فيما يخص التباعد الاجتماعي. كما عبر عن أمله في التغلب على الجائحة لتعود الأمور لمجراها الطبيعي، مطالبا في الوقت ذاته الحكومة الالتفات للتاجر الصغير المتضرر الأكبر من الجائحة. جانب من المركز التجاري المنال وسار أسامة بلهري، تاجر في حلي الذهب، على نفس منوال زملائه في السوق، عندما أكد على أن الجاحة تسببت في تفاقم معاناة العديد من التجار، الذين وجدوا أنفسهم بدون دخل لما يزيد عن ثلاثة أشهر كاملة، في غياب أن تدخل للجهات المعنية من أجل تقديم يد المساعدة لهذه الفئة، مضيفا أن الكثيرين تخلوا عن محلاتهم لقصر ذات اليد. وأكد أن استئناف العمل بالسوق قد شكل متنفسا للجميع، رغم الإقبال الضعيف في الأيام القليلة الماضية بسبب تخوف المواطنين من العدوى بكورونا. متمنيا أن يتجاوز جميع التجار هذه الأزمة. وتأسف المتحدث ذاته، لعدم استفادتهم من دعم صندوق كورونا، رغم أنهم تضرروا بشكل كبير بسبب انعدام الدخل وتراكم الديون والضرائب. مشيرا إلى أن 85 في المائة من الزبائن استجابوا للتدابير الاحترازية من خلال ارتداء الكمامات والحرص على احترام مسافة الأمان، إلى جانب استعمال المعقمات الكحولية. كما أكد بدر محمد، صاحب محل تجاري، أن المتضرر الأول والأخير من جائحة كورونا هو التاجر الصغير، على اعتبار أن محله ظل مغلقا لأكثر من ثلاثة أشهر، ومع استئناف العمل واجهت الجميع مشكلة كبيرة تتمثل في عدم توفر السلع الخاصة بفصل الصيف، مشيرا إلى أن هذه الأزمة سرعان ما ستزول خصوصا أن الزبائن بدأوا يتوافدون ولو بشكل تدريجي على المركب وهو أمر جد مشجع، آملا أن يعود السوق إلى سابق عهده لتدارك الخسائر الكبيرة التي تكبدها التجاربسبب وباء كورونا. وفيما يخص التدابير الاحترازية لحماية الزبائن، قال إنهم يحرصون أشد الحرص على سلامة المواطن، من خلال الالتزام بالتباعد الجسدي مع وضع المعقمات رهن إشارة الجميع، متحسرا على وضع بعض التجار الذين عجزوا عن أداء واجبات كراء محلاتهم، وبالتالي سلموا الفاتيح لأصحابها. أما أمينة أيت سي علي، تاجرة في الملابس النسائية، فقد عبرت عن حزنها من الخسائر التي تعرضت لها بسبب التوقف عن العمل نتيجة تفشي كورونا، وقالت في تصريح ل"العلم" إنه بعد السماح باستئناف النشاط التجاري بالمركب بدأت تدب ولو بشكل تدريجي لكن العائق ، حسب تعبيرها،غياب السلع الخاصة بفصل الصيف، كما أنهم وجدوا صعوبة كبيرة في البحث عنها نتيجة حالة الطوارئ. وأكدوا التجار، على أن الإقبال مازال ضعيفا بحكم تخوف المواطن من الإصابة بالوباء، رغم أنهم قاموا بجميع التدابير الاحترازية مثل احترام مسافة الأمان وتوفير المعقمات، مع الالتزام بعدد محدد من الزبائن للحفاظ على سلامتهم ، آملين أن تعود الحركة إلى المركز التجاري في القادم من الأيام لتعويض جزء من خسائرهم بسبب كورونا. جانب من المركز التجاري المنال وشددت على أن الجميع داخل المركز التجاري المنال، ملتزم بالتدابير الاحترازية من خلال الحرص على التباعد الجسدي، وتوفير وسائل وآليات الوقاية من مطهرات كحولية، والبساط المعقمة، والإشارات، وبث رسائل صوتية تحسيسة. كما أكدت أنها متفائلة بأن الحركة ستعود إلى السوق كما كانت عليه قبل الجائحة. أما زبائن المركز التجاري المنال، فقد أعرب أغلبهم عن ارتياحه، لنظافة السوق واحترام جميع التدابير الاحترازية. وفي هذا الصدد، أكدت السيدة إيمان راديف التي كانت برفقة ابنتها، أنها تفضل التبضع من هذا المركز التجاري لأنه يشعرها بالأمان أكثر، بحكم أن جميع المحلات تستجيب للشروط الصحية من مسافة الأمان، وتوفر المعقمات الكحولية، وإلزام الزبون على ارتداء الكمامة، مشيرة في تصريح ل"العلم" إلى أنها لا تخشى على ابنتها من الإصابة بكورونا في هذا السوق. طالما أن جميع التجار واعون بخطورة الوباء. في حين اعتبر المواطن السي محمد، أن السوق تتوفر فيه جميع شروط الوقاية، وهذا ما شجعه على التبضع منه رفقة عائلته، وقال في تصريح ل"العلم"، إن مؤاخذته الوحيدة هي عدم تطبيق التباعد الجسدي بشكل جيد بين الزبناء، مطالبا بالعمل على هذه النقطة للحفاظ على سلامة الجميع. كما أكد أنه يفضل التسوق في الفترة الصباحية التي تتميز بحضور قليل للمتبضعين من أجل حماية نفسه وأسرته من الوباء. ويشدد تجار المركز التجاري المنال، على أنهم أكبر المتضررين من هذه الجائحة، بل معظمهم لم يجدوا ما يعيلون به أسرهم خلال ثلاثة أشهر الماضية في غياب دخل قار، كما طالبوا الجهات المسؤولة بالالتفات إليهم ومساعدتهم ماديا للوقوف على أرجلهم.