الولايات المتحدة تشيد باستراتيجية المغرب لمكافحة الإرهاب وترسم صورة وردية للوضع الأمني داخل المملكة العلم الإلكترونية: سعيد الوزان أشادت الخارجية الأمريكية باستراتيجية المغرب لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه، راسمة صورة وردية للوضع الأمني داخل المملكة، وذلك ضمن تقارير الدول حول الإرهاب لسنة 2019، وهي التقارير التي تفصل التطورات الرئيسية في المعركة العالمية ضد داعش وتنظيم القاعدة والوكلاء الإيرانيين وغيرها من الجماعات الإرهابية الدولية، حسب ما جاء في تقديمها إثر صدورها أمس 24 يونيو الجاري. في هذا السياق، أكد التقرير في جزءه الذي يخص المغرب وجود تعاون قوي وطويل بين بلادنا والولاياتالمتحدةالأمريكية، مشيرا إلى أن الحكومة المغربية واصلت استراتيجيتها الشاملة لمكافحة الإرهاب والتي تشمل تدابير أمنية يقظة ، وتعاون إقليمي ودولي ، وسياسات مكافحة التطرف. وشدد التقرير أن في عام 2019 ، خففت جهود مكافحة الإرهاب في المغرب إلى حد كبير من خطر الإرهاب ، حيث تضاعف عدد الاعتقالات مقارنة بعام 2018، واصفا المغرب بالمشارك النشط في التحالف العالمي لهزيمة داعش، من خلال عضويته في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، ورئاسته حاليا بالاشتراك مع كندا لمنتدى التعاون العالمي لمكافحة الإرهاب. وقال التقرير أن سنة 2019 لم تسجل وقوع أي حوادث إرهابية داخل المملكة، مؤكدا أن المغرب واصل التحقيق مع المتهمين وملاحقتهم ومعاقبتهم بموجب تشريع مكافحة الإرهاب، الذي سُن في عام 2003 وتم توسيعه في عام 2015. وأضاف تقرير الخارجية الأمريكية أن في عام 2019، وافق مجلس الوزراء المغربي على مشروع قانون لإدارة التجارة في السلع ذات الاستخدام المزدوج ، والذي سيمنح سلطة إنفاذ القانون المغربية للسيطرة على استيراد وتصدير وعبور السلع ذات الاستخدام المزدوج والخدمات ذات الصلة التي يمكن استخدامها لأسلحة الدمار الشامل الأغراض المتعلقة بالانتشار ، لتشمل تطوير برنامج أسلحة الدمار الشامل. وكشف التقرير أنه في نفس العام، وبتوجيه من وزارة الداخلية، استهدفت سلطات إنفاذ القانون المغربية بقوة وأبلغت عن اعتقال أكثر من 125 شخصًا ، مما أدى إلى تفكيك أكثر من 25 خلية إرهابية في المراحل المبكرة من التخطيط للهجمات ضد مجموعة من الأهداف، بما في ذلك المباني العامة والشخصيات العامة والمواقع السياحية، مضيفا أن أجهزة إنفاذ القانون المغربية استفادت من جمع المعلومات الاستخبارية وعمل الشرطة والتعاون مع الشركاء الدوليين لإجراء عمليات التصوير المقطعي المحوسب. كما ذكر التقرير بالحكم الصادر عن القضاء المغربي بإدانة ثلاثة رجال قتلوا اثنين من المتجولين الاسكندنافيين في جبال الأطلس في 2018 بالإعدام في يوليوز 2019 (على الرغم من أن المغرب أوقف تنفيذ عمليات الإعدام منذ عام 1993) ، بينما حكم على رابع بالسجن مدى الحياة. وقدم التقرير الأمريكي لمحة عن الاعتقالات التي تمت في سنة 2019، مؤكدا أنه في يناير، قامت السلطات المغربية بتفكيك خلية مكونة من 13 شخصا للتحريض على الجرائم الإرهابية وتقويض أمن الدولة في مدن الدارالبيضاء ، المحمدية ، وسلا ، والاستيلاء على الأجهزة الإلكترونية ، و الأسلحة ، وتعهد خطي بالولاء لتنظيم الدولة الإسلامية. وفي ماي، قامت السلطات المغربية بتفكيك خلية مكونة من تسعة أعضاء تتعهد بالولاء لتنظيم الدولة الإسلامية كانت تخطط لارتكاب هجمات إرهابية في طنجة ، والاستيلاء على الأجهزة الإلكترونية ، والزي العسكري وشبه العسكري ، والبنادق الحربية، بينما في أكتوبر، قامت السلطات المغربية بتفكيك خلية مؤلفة من سبعة أشخاص تعمل في الدارالبيضاء وشفشاون ووزان كانت تستعد لاستهداف البنية التحتية الحساسة والمواقع الاستراتيجية ، والاستيلاء على أسلحة بيضاء ومعدات الغوص وأعلام داعش. وأوضح تقرير الخارجية الأمريكية أن أمن الحدود ظل على رأس أولويات السلطات المغربية، حيث تتولى المديرية العامة للأمن الوطني المسؤولية الأساسية عن إجراء عمليات التفتيش على الحدود في موانئ الدخول مثل مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء، كاشفا أن مسؤولي إنفاذ القانون وشركات الطيران الخاصة يعملون بانتظام مع الولاياتالمتحدة للكشف عن الأفراد الذين يحاولون العبور بشكل غير قانوني ولمخاطبة المسافرين المدرجين في قائمة المراقبة وردعهم. وأشاد التقرير بما وصفه تمتع سلطات المطارات المغربية بقدرات ممتازة في الكشف عن الوثائق المزورة، مضيفا في هذا السياق، أن الشرطة وضباط الجمارك والدرك الملكي تقوم بتشغيل نقاط تفتيش متنقلة وثابتة على طول الطرق في المناطق الحدودية وعند مداخل البلديات الرئيسية، كما أن وحدات البحرية وخفر السواحل المغربية، تقوم بدوريات لرصد المياه الساحلية المغربية الشاسعة، بما في ذلك مضيق جبل طارق. وأبرزت الخارجية الأمريكية استراتيجية المملكة في ما يخص تدبير الحقل الديني، مذكرة بقيام وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية بتطوير منهج تعليمي لحوالي 50.000 إمام في البلاد ، وكذلك لرجال الدين من الإناث (المرشدات)، كما ذكرت أنه في عام 2019 ، قام المركز المغربي لتدريب الأئمة في الرباط بتدريب أكثر من 2700 قائد ديني ، معظمهم من غرب إفريقيا ، والذي شمل أكثر من 400 خريجة. وفي ما يخص التعاون الدولي والإقليمي ، ذكر التقرير أن المغرب استضاف فعالية واحدة للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب في يونيو 2019 ، وهي ورشة عمل إقليمية تركز على إفريقيا حول "مبادرة تحسين القدرات لكشف ومنع الإرهابيين من السفر من خلال الفحص الإرهابي المعزز وتبادل المعلومات" ، وهي مبادرة شارك المغرب في رئاستها مع الولاياتالمتحدة. وبعد أن ذكر التقرير بأن المغرب حليف رئيسي من خارج الناتو، عرج على مشاركته في ورش عمل بقيادة الأممالمتحدة حول اكتشاف ومنع سفر الإرهابيين، واستضافته لمناورات الأسد الأفريقي السنوية، ناهيك عن تعاونه القوي مع الشركاء الأوروبيين، وخاصة بلجيكا وفرنسا وإسبانيا، لإحباط التهديدات الإرهابية المحتملة في أوربا.