فيلم جديد آخر حول النازية يعرض حاليا في بعض القاعات السينمائية ببلادنا عنوانه « INGLOURIOUS BASTERDS» و هو من إنتاج أمريكي ألماني مشترك، و من إنجاز المخرج و الممثل و المنتج و مدير التصوير و السيناريست الأمريكي المشهور طرانتينو، و من بطولة مشتركة بين مجموعة من الممثلين و الممثلات من بينهم الأمريكي براد بيت في دور الكولونيل ألدو رين ، و الممثل النمساوي المقتدر كريسطوف والتز في دور الكولونيل النازي هانز لاندار، و الممثلة و المخرجة الفرنسية ميلاني لوران في دور اليهودية شوشانا، و الممثل الألماني مارتين ووطكي في دور الدكتاتور هتلر. ينطلق هذا الفيلم الحربي و التاريخي في فرنسا في سنة 1941 بعملية إعدام وحشية يرتكبها النازيون في حق كل أفراد أسرة يهودية باستثناء الشابة «شوشانا « التي ستنجو من هذه المجزرة قبل أن تلتحق بالعاصمة الفرنسية التي ستضطر فيها لتغيير إسمها و هويتها الحقيقيين. ستتمكن «شوشانا» بعد مرور بضع سنوات من أن تصبح مالكة لقاعة سينمائية ستجعل منها وسيلة ذكية للانتقام أشد انتقام من أكبر المسؤولين النازيين و على رأسهم الدكتاتور هتلر. الكولونيل النازي «هانز لاندار» هو الذي يسهر بذكاء و حذر شديدين على حماية هذا الدكتاتور و ذلك بإحباط كل العمليات المدبرة في الخفاء ضده، و له طريقة مثيرة و خاصة به في استنطاق خصومه بالإبتسامة الماكرة و التظاهر باللباقة الكبيرة و الاحترام الفائق فبل أن يقتلهم أو أن يأمر مساعديه بتصفيتهم. الكولونيل ألدو رين (براد بيت) خطط هو أيضا في مكان آخر للانتقام من النازيين، فأنشأ وحدة قتالية مكونة من 8 أفراد من أعنف و أمهر المقاتلين الأمريكيين و اليهود الذين سيحاولون هم كذلك بطريقتهم الخاصة التي لا تخلو من عنف و بشاعة من إتمام عملية الانتقام الذكية و النارية التي قامت بها اليهودية «شوشانا» داخل قاعتها السينمائية. الفيلم روائي و تاريخي، و لكنه يحرف التاريخ و يعيد كتابته بطريقة روائية مغايرة للواقع من خلال الانتقام سينمائيا في النهاية أشد انتقام من الدكتاتور هتلر و مساعديه النازيين، انتقام سينمائي بواسطة الفيلم و بواسطة القاعة السينمائية أيضا، و هو فيلم مأساوي تتخلله طرافة سوداء بين الحين و الآخر، و لكنه عنيف إلى حدود البشاعة أحيانا و ممنوع على المشاهدين الذين يقل سنهم عن 12 سنة لكونه يتضمن بعض اللقطات التي تروع الأحشاء ببشاعتها و فضاعتها. يتميز هذا الفيلم باللمسات الفنية الملموسة في الحكي و التصوير و الإخراج، و تتجلى قوته أيضا في السيناريو و الحوار و الأداء الجيد لكل الممثلين و على رأسهم الممثل المتميز النمساوي كريسطوف والتز الذي شخص دور الكولونيل النازي الخبيث بقوة ترعب المشاهد و تستفز عواطفه . تتوالى أحداث هذه القصة وفق سرد مثير و شيق و ببناء درامي جيد مما يجعل المشاهد يتفاعل معها بعواطفه خلال 153 دقيقة من البداية إلى النهاية.