نشرع هذا التًّرَحل بالرقص على أمراس مدلاة من السماء السامقة لرواية «لغر ولد كافكا» في محاولة لتذويب المسافة حبراً، بين نيويورك وبراغ. يقول «مينح تران هوي» في مقاله بمجلة (ماغزين ليتيرير www.magazine-litteraire.com): بكتاب «لغز ولد كافكا» (منشورات أناطوليا بفرنسا، 504 صفحة)، قام الأمريكي «كيرت لوفيانت» مؤلف «يوميات امرأة خائنة» الصادر عام 2007، بتكريم كاتب «المحاكمة». وتحكي رواية «لغز ولد كافكا» عن سينمائي يدعى «جيري» سافر عام 1992 من نيويورك إلى براغ، لتصوير شريط وثائقي في مدينة كافكا، بحثا عن الشخصية الكافكاوية الأخرى المغايرة لما نسمعه.. وإذ ندبر الخطى إلى مؤلف الرواية «كيرت لوفيانت»، نجده يمضي أسبوعين في باريس، يروج لكتابه الأخير «لغز ولد كافكا» بل حضرخمس مرات إلى الحفل المخصص لعمله؛ وما ذلك إلا لأن الموسيقى والكتابة، يعتبران شغفا أكبر لهذا البروفيسور والمترجم للغة اليِّدِّية (yiddish)، ويمكن أن نضع هذا الكتاب في ذات مقام كتابيه الموسومين: «الموسيقى الأصلية للأبجدية العبرية» و «يوميات امرأة خائنة». منذ البدء، يقبض على لسان الكلمة أو يتناولها في كتاب «لغز ولد كافكا»، ثلاثي من الأبطال، يعتبرون عشاقاً أكثر مما هم ثلاثي موسيقي؛ وتبرز من فوهة الجبل الناري الذي ينشئه هذا الثلاثي، موضوعة الرغبة، متجلية في عازفة كمان بركانية، تبث حساسيتها إن لم نقل شهوتها، على امتداد هذا الكتاب الذي خلق المفاجأة عام 2007، وغدا أحد الكتب الأكثر مبيعا في العالم. أما الكاتب «كيرت لوفيانت»، فيجزم قائلا: «لدي روح الموسيقار، أكثر من الكاتب. إنني أحاول إبداع نثر بتجليات موسيقية في جمله، ولكن أيضا في بنيته، ومؤلف من أصداء، ولوازم»؛ كذا حال «لغز ولد كافكا» حيث تعتري البناء، التماثلات، وحيث التحولات ترسم تسلسلا لكل معاني العبارة؛ فالشخصيات لا تستنكف عن التلاشي بمجرد ما تلتقي، كما أن مساراتها المقذوفة تشتبك على طراز خطوط غنائية تتلاقى وتتوقف، تتجاوب وأحيانا تتزاوج.. يتبع