وفق إحصائيات مؤسسة" أرشيف الإسلام"، يعتنق أربعة آلاف ألماني الإسلام كل عام، في حين تذهب مصادر إسلامية أخرى، كمؤسسة "مسلم ماركت" الدينية والمعروفة بتوجهها الشيعي، إلى أن العدد يصل إلى 40 ألف معتنق للإسلام كل عام، نظرا لأسباب عدة، من بينها عدم تسجيل العديد من الألمان المسلمين أنفسهم في المراكز الإسلامية. وتقول الباحثة الألمانية ماريا إليزابيث باومان، والتي أصدرت كتابا بعنوان: "طرق النساء المؤدية إلى الإسلام"، إن قرابة 250 إلى 300 ألمانية تعتنق الإسلام كل عام. أما مجلة "فوكوس" الألمانية ، فتؤكد أنه يوجد مولود من بين كل عشرة له أما مسلمة في ألمانيا. ويتبين من تقارير منشورة أن 62 في المئة من المعتنقين للإسلام هم من النساء، و أن أغلب المعتنقات الألمانيات قررن طواعية الدخول في الإسلام، سواء عن قناعة ذاتية أو نتيجة ارتباط بزوج مسلم، وأغلبهن منتظمات داخل جمعيات المساجد ويمارسن العديد من الأنشطة الدينية باللغة الألمانية. وبحسب هذه التقارير، فإن المسلمين الألمان يعملون بشكل كبير في المنظمات الإسلامية بألمانيا، وهم ملتزمون ونشطون في المجتمع، لكونهم يتحدثون اللغة الألمانية، وأعرف بدواليب البيروقراطية. وهذا ما ساعدهم على احتلال المراكز والمناصب العليا في بعض المنظمات الإسلامية المعروفة. ومن بين المنظمات النشيطة في هذا الباب: الجمعية الإسلامية الناطقة بالألمانية في برلين (DMK)، وهي تقدم كل يوم جمعة دروسا بالمسجد حول مواضيع الساعة يحضرها الكثير من الشباب الألماني. وتؤكد المختصة في مجال السوسيولوجيا الثقافية مونيكا فولغاب زار أن أسباب اعتناق الألمان للإسلام كثيرة و متنوعة، تلخصها في الزواج من مسلم بشكل أساسي. الأمر الذي يدحضه مدير أرشيف المعهد المركزي للشؤون الإسلامية ، سليم عبد الله الذي صرح أن الأرقام المسجلة تشير إلى أن أقلية من المسلمين تدخل الإسلام بسبب الزواج. لكن بالرغم من ذلك، فهناك عوامل عديدة يفصح عنها كتاب "مونيكا فولغاب زار"، كرغبة الألمان في تغيير نمط حياتهم من خلال بناء نظام أخلاقي جديد، هذا إضافة إلى الهجرة الرمزية التي يمارسها العديد منهم بحثا عن انتماء مغاير يجدونه في الإسلام بعيدا عن الوطن والعرق الألماني. ونشير إلى أن مونيكا فولغاب، قامت كذلك بتسليط الضوء على الألمان الذين، وبسبب التهميش الاجتماعي، يلجأون إلى البحث عن سبل الاطمئنان و الاندماج داخل مجتمعهم الأصلي. فالعديد منهم دخلوا الإسلام متخذين المسلمين المقيمين بألمانيا نموذجا للإقتداء. أما فئة أخرى من الألمان، فقد قررت السفر و العيش في البلدان الإسلامية، ما يسمح لها باكتشاف الإسلام، ويساعدها على تبني ثقافة هذه البلدان. وبما أن أغلبية الألمان المسلمين هم من النساء، فقد ركزت الباحثة ماريا إليزابيث في دراستها على الأسباب الدينية والشخصية والاجتماعية التي تدفع الألمانيات إلى الدخول إلى الدين الإسلامي، ومن أهمها الرغبة في تبني هوية دينية جديدة. ومن أجل بلوغ هذا الهدف، تقوم الألمانيات بأسفار ورحلات متعددة، فيكون ذلك دافعا للمساءلة و التشكيك في بعض ثوابت و تعاليم الدين المسيحي. هذا مع الإشارة إلى كون جزء كبير من الألمانيات يسحره الاطمئنان الروحي و النفسي الذي يبديه العديد من المسلمين المقيمين بألمانيا، ما يكون حافزا يدفعهن إلى بذل الجهد لمحاربة الفراغ الروحي و النفسي الذي يعانين منه.