مراكز تحاقن الدم على عروشها خاوية كورونا يدفع المغاربة للعزوف عن التبرع بالدم وسط استغاثات مُهدَّدين بالموت العلم: عبد الناصر الكواي تبدو فضاءات مراكز تحاقن الدم في مختلف ربوع المملكة على عروشها خاوية هذه الأيام. فشبح كورونا المخيم على بلادنا والعالم، زاد المغاربة عزوفا فوق عزوفهم عن التبرع بالدم لفائدة آلاف الحالات من المرضى المُعلّقةِ أرواحُهم على قطرة دم يجود بها الأصحاء من بني جِلْدَتِهم. وقد تلقت “العلم”، نداءات استغاثة من عدد من المرضى، بينهم مصابون بمرض الذين يعيشون معاناة حقيقية مع التكاليف المالية المرتفعة لتلقي العلاج مدى الحياة، وما يرافق ذلك من ضغوط نفسية واجتماعية كبيرة، زاد من وطأتها تخوفهم من فقدان كميات الدم التي يحتاجونها مرة كل ثلاثة أسابيع للبقاء على قيد لحياة. سناء عمي، مريضة بالثلاسيميا ورئيسة المكتب التنفيذي للجمعية المغربية للثلاسيميا وأمراض الهيموغلوبين بالرباط، أكدت ل”العلم”، مركز تحاقن الدم بالرباط يشهد نقصا حادا في هذه المادة التي لا يمكن صنعها ولا شراؤها وتتوقف على التبرع. وأضافت هؤلاء المرضى المحتاجون للدم طيلة الحياة، يعانون من المخاوف التي ازدادت لدى المغاربة في ظل حملة التصدي لفيروس كورونا، رغم أن عملية التبرع بالدم لا علاقة لها بانتقال عدوى هذا الفيروس. وناشدت عمي، المواطنين بالاستمرار في التبرع بالدم للمرضى الذين تتوقف عليه حيواتهم، موضحة أن عددا من المرضى أصبحوا ينتظرون فترات طويلة لأجل الحصول على فصيلة دمهم، خاصة أصحاب النوعية المعقدة من الدم. مرضى يقتلهم الخوف أكثر من كورونا ومن مدينة مشرع بلقصيري، تلقت “العلم” نداء استغاثة آخر من مريض اسمه يونس لكحل، الذي قال إن لديه موعدا للحصول على الدم، حيث لم يخفِ توجسه من أخبار نقص هذه المادة التي يضطر من أجل الحصول عليها للسفر إلى الرباط وسط أزمة النقل وتفشي الوباء. وقال في ندائه “لا حياة لنا بدون دم”! من جهته، طمأن الدكتور محمد بنعجيبة، مدير المركز الوطني لتحاقن الدم المرضى وذويهم بخصوص هذه المادة، وأوضح في تصريح ل”العلم”، أن متوسط المتبرعين يوميا في مجمل جهات المملكة هو 800 والذي تراجع بسبب أزمة كورونا إلى 634، مقللا من تأثير نقص حوالي 200 كيس. وقال بنعجيبة، إن المغرب يتوفر على مخزون من الدم يكفي لسبعة أيام، وذلك بفضل حملة تبرع استباقية وطنية نظمها المركز الوطني لتحاقن الدم مع بداية نُذُر انتشار مرض كوفيد-19. وحول الإجراءات التي ستُتخذ في حال استمرار العزوف عن التبرع ونفاد المخزون، أكد المتحدث أن المركز وضع خطة خاصة سيكشف عن مضامينها، منها اللجوء إلى أقارب المرضى للتبرع، واقتصار المؤسسات الاستشفائية على إجراء العمليات المستعجلة إلى حين مرور هذه الجائحة. وقدّرت إحصائيات رسمية للفصل الأول من سنة 2019، عدد المتبرعين بالدم على المستوى الوطني ب 90 ألفا و880، مقابل 40 ألف 869 متبرعا السنة التي قبلها.