المتابعة في حالة اعتقال وجلسة المحاكمة تبدأ الإثنين المقبل * العلم: الرباط
قررت النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بالعرائش صبيحة أول أمس الإثنين إيداع طبيب الولادة والممرضة المولدة العاملين بمستشفى للامريم بالعرائش السجن بتهمة المسؤولية على وفاة سيدة وجنينها (فرح) قبل أيام بسبب الإهمال.
وأكدت مصادر «العلم» أن ممثل النيابة العامة استمع بتفصيل للطبيب المذكور ولممرضتين مولدتين، وقرر إيداع الطبيب وإحدى الممرضتين السجن الاحتياطي ومتابعتهما في حالة اعتقال بتهم «الإمساك عمدا عن تقديم مساعدة لمرأة حامل في خطر، والتسبب عن غير قصد في القتل غير العمد نتيجة الإهمال، وعدم مراعاة النظم والقوانين والتمييز بالامتناع عن أداء خدمة والرشوة والعنف الجسدي والنفسي ضد امرأة حامل، في حين قررت النيابة العامة متابعة الممرضة المولدة الثانية في حالة سراح مع كفالة بقيمة 20 ألف درهم.
وكان ممثل النيابة قد استمع في فترة سابقة إلى إدارة المستشفى الإقليمي للامريم بالعرائش في نفس النازلة، حيث قدمت هذه الإدارة البيانات والمعطيات الإدارية الكاملة لهذه القضية التي هزت الرأي العام بإقليم العرائش، وكانت سيدة شابة تسمى قيد حياتها فرح قد لقيت حتفها قبل أسبوع بهذا المستشفى رفقة جنينها نتيجة الإهمال والمماطلة، حيث ولجت المستشفى بعد العاشرة والنصف ليلا في وضعية حرجة تتطلب إجراء عملية قيصرية للولادة، إلا أنها ظلت تصرخ من شدة الألم وهي ملقاة على الأرض إلى غاية صباح اليوم الموالي إلى أن لقيت حتفها رفقة جنينها، ولم يكن ساعتها أي طبيب موجود في المستشفى.
وتباينت التفسيرات في شأن هذا الغياب بين الطبيب المعني، الذي صرح أن نظام الحراسة المعمول به في مثل هذه الحالة، هو نظام «الالزامية» وهو نظام لا يتطلب الحضور الجسدي للطبيب في المستشفى، بل إنه يذهب إلى حال سبيله ولا يحضر إلى المستشفى إلا في حالة الضرورة بعد الاتصال به ومطالبته بالحضور، وأنه تبعا لكل ذلك لم يتصل به أي أحد لإخباره بوجود حالة استعجالية، وكل ما في الأمر أن الممرضة اتصلت به حوالي الساعة 10.50 ليلا تخبره بوصول سيدة حامل من القصر الكبير، وبما أن الحالة كانت عادية طلب من الممرضة متابعة حالتها، وأنه لم يقع الاتصال به نهائيا إلا قصد إخباره بوفاتها صبيحة اليوم الموالي. غير أن مصدرا مسؤولا بالمستشفى أكد أن مجرد إخبار الطبيب بوصول سيدة حامل على وشك الولادة كان يستوجب عليه الحضور حالا إلى المستشفى.
ويبدو أن نتائج التشريح الذي أجرته جهات مختصة في كل من مدينتي طنجة والدار البيضاء على جثمان الضحية فرح، أكدت مسؤولية الفريق الطبي عن هذه الوفاة، وهو ما يكشف عنه قرار النيابة العامة بإبتدائية العرائش متابعة الطبيب والممرضة في حالة اعتقال.
وعلمنا أن أول جلسة لمحاكمة المتابعين في هذه النازلة ستعقدها المحكمة الابتدائية بالعرائش صبيحة يوم الإثنين المقبل 7 أكتوبر الجاري.
وللإشارة ومن الصدف المثيرة أن الطبيب (ي.ب) المعتقل في قضية وفاة السيدة فرح وجنينها استمعت له النيابة العام في نفس اليوم رفقة أطباء آخرين في القضية التي كان مندوب الصحة بالعرائش وجه في شأنها شكاية ضد الطبيب (ي.ب) وزوجته التي تشتغل طبيبة ولادة في نفس المصلحة مع زوجها بتهمة تزوير شهادات طبية، وعلمنا أنه تم في هذه الحالة تغريم الأظناء.