دعا عدد من المشاركين في ندوة التعاون الإفريقي العربي الإيبيرو اللاتينو أمريكي إلى ضرورة عقد مكونات المجتمع المدني بالبلدان الإفريقية والعربية والجنوب أمريكية قمما واجتماعات دورية من أجل تدارس مشاكلها المشتركة من قبيل الهجرة والعولمة ومكافحة المخدرات. كما دعا المشاركون في هذه الندوة التي عقدت الأحد في إطار الدورة ال31 للموسم الثقافي الدولي لأصيلة الذي ينظم إلى غاية 18 غشت الجاري إلى تحفيز الحكومات على اتخاذ مواقف أكثر جدية في العديد من القضايا التي تهم المجتمعات. وثمن المتدخلون الدعوة التي وجهها السيد أحمد ماهر وزير الشؤون الخارجية المصري السابق بإشراك المجتمعات المدنية في التدبير والتسيير واتخاذ القرار مشيرين بالخصوص إلى أن المجتمع المدني معقد ومتعدد الشبكات ودعوا بالمناسبة إلى التنسيق والتفاعل بين آلياته والتعاون مع الجهات الحكومية لتحديد المؤشرات والأهداف. وتحدث المشاركون في هذا اللقاء الذي ترأسه ميغيل أنخيل موراتينوس وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإسباني عن البعد الإنساني في إشراك جمعيات ومنظمات المجتمعات المدنية والإدارات المحلية في وضع البرامج والخطط من أجل مكافحة ظواهر المخدرات والهجرة السرية والإرهاب وكراهية الأجانب والتمييز العرقي وتحسين أوضاع الجاليات المقيمة في بلدان أخرى. وفي هذا السياق تحدث أنخيل لوسادا كاتب الدولة الإسباني في الشؤون الخارجية عن الخطة الاستراتيجية الموجهة إلى القارة الإفريقية والتي تهدف إلى تنظبم برامج مشتركة مع بلدان إفريقيا الغربية وذلك بإشراك المجتمعات المدنية من المنطلق مرورا بمراحل المتابعة والرصد إذ تتضمن هيئة تسيير الخطة - ذات الأبعاد الواسعة والشاملة, رجال الأعمال والمنظمات غير الحكومية وممثلي المهاجرين وغيرهم. وتحدث حسن عبد القادر عبد الرحمان سفير دولة فلسطين السابق بالمغرب عن تجربة منظمة التحرير الفلسطينية في التواصل مع الجاليات من أصل عربي ببلدان أمريكا اللاتينية ومنظمات المجتمع المدني التي شكلت الحاضن الطبيعي للحقوق الفلسطينية, قبل افتتاح أول مكتب تمثيلي لها بالمكسيك عام 1974 الذي تلاه اعتراف كافة دول أمريكا الجنوبية بها. واستعرض نور الدين عيوش تجربة مؤسسة زاكورة للقروض الصغرى باعتبارها من مؤسسات المجتمع المدني, في التواصل مع عدد من البلدان الجنوبية في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية مشيرا إلى إنجازات المؤسسة على صعيد محو الأمية وتشييد المدارس وعقد شراكات مع العديد من الجهات وتنظيم «مهرجان الفنون الحية» وغيرها.