ارتأى جهاز الأمن المغربي أن يوجه دعوة إلى وسائل الإعلام الوطنية قصد التواصل مع الرأي العام حول الاستراتيجية الأمنية وحصيلة محاربة الجريمة بالمغرب منذ مطلع السنة الجارية.
اللقاء ترأسه السيد محمد الدخيسي مدير الشرطة القضائية صباح أمس الخميس، بمقر المكتب المركزي للأبحاث القضائية، معلنا في البداية أن دافع هذه الندوة الصحفية هو تنامي تداول بعض أشرطة الفيديو، وتدوينات افتراضية تزعم انتشار الجريمة والمساس بسلامة الأشخاص، حيث اعتبر أن هذه المقاطع التي تظهر أشخاصا بأسلحة بيضاء توثق لضحايا مفترضين وتمس مجال الإحساس بالأمن.
وأضاف أن جانب الردع والزجر ساهم بشكل ملحوظ في احتواء المؤشرات المرتبطة بكل أصناف الجرائم وتسجيل حصيلة إيجابية.
في هذا الإطار، تم بين يناير ومنتصف شتنبر 2019 تسجيل 449 ألف قضية تمكنت المصالح الأمنية من معالجة 396 ألف و970 ملف بمعدل 88 في المائة، وتوقيف 443 ألف و 728 شخص، ضمنهم 16 ألف و862 قاصر.
وعلى سبيل المقارنة مع العام الماضي، سجل ارتفاع ب 5,8 في المائة، وهذه النسبة تهم 24 ألف قضية.
هذا الارتفاع يجد تفسيره في عدة عوامل، منها فك جرائم مسجلة ضد أشخاص مجهولين أو مبحوث عنهم، إضافة إلى ملفات تتعلق بالنصب بالشيك أو الإكراه البدني، وكذا تكثيف عمليات أمنية تلقائية دون تلقي شكايات تهم قضايا المخدرات وترويج الأقراص الصلبة.
وبالنسبة للتحليل النوعي للمعطيات، يتضح انخفاض الجرائم المتعلقة بالسطو على الممتلكات والسرقات بناقص 2,4 في المائة (بأقل من 2184 قضية)، وكذا تراجع في الجرائم العنيفة.
وقد مكنت المجهودات المبذولة كذلك من احتواء الجرائم المقرونة بحمل السلاح بناقص 17 في المائة، حيث تم توقيف 23 ألف و775 شخص ضمنهم 465 سيدة، ما يرفع معدل الزجر إلى 72 في المائة مقارنة مع 70 في المائة سنة 2018.
كما تم تفكيك 332 شبكة متورطة في السرقة بالعنف واعتقال 662 شخص وحجز 102 قطعة من الأسلحة البيضاء، 33 سيارة و22 دراجة نارية.
وبخصوص الملفات المتعلقة بالمخدرات، فقد تمت متابعة 94 ألف شخص من بينهم 308 أجنبي، وحجز 112 طن من الحشيش ومليون و161 ألف قرص مخدر و44 كلغ من الكوكايين و6 كلغرامات من الهروين.
وإذا كان السيد الدخيسي مصحوبا بالسيد محمد نيفاوي العميد الإقليمي بالمكتب المركزي للأبحاث القضائية والعميد الإقليمي السيد بوبكر سبيك الناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والسيدة ليلى الزوين عميدة الشرطة بمصلحة مكافحة الجرائم المرتبطة بالتكنولوجيات الحديثة، قد تحدث بنبرة الارتياح خلال تقديم هذه المعطيات، فإنه لم يخف القلق والهواجس من الجرائم السيبرانية وتنامي نشر الفيديوهات والتدوينات المروعة والمؤثرة على الإحساس بالأمن، خاصة المحتوية على مشاهد العنف.
وتم في هذا السياق الكشف عن نشر الجهاز الأمني 133 تكذيب خلال التسعة أشهر الأولى، حيث يتم نسب بعض الفيديوهات الأجنبية إلى مناطق بالمغرب.
كما تم التأكيد على أن قضايا الابتزاز عبر الانترنيت شهدت انخفاضا ب 12 في المائة، إذ تم في هذا الصدد اعتقال 219 شخص استهدفوا 316 ضحية من ضمنها 112 شخص من جنسيات أجنبية.