شكلت العشرية الأولى لحكم جلالة الملك محمد السادس منذ تربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين فرصة تاريخية شهد خلالها المغرب تحولات جذرية بمختلف الأصعدة والميادين رسخت حضور المملكة الريادي في العديد من الأوراش الكبرى ضمن مشروع مجتمعي يخطو إلى الأمام بوتيرة أسرع وديمقراطية أوسع في إطار صيغة مبدعة توفق بين الاستمرارية والتغيير و التجديد . و شكلت العشر سنوات الأخيرة من تاريخ المغرب مناسبة تميزت بتدشين مجموعة من الأوراش الكبرى تجسدت في المشروع الديمقراطي الحداثي، والمفهوم الجديد للسلطة، وملف حقوق الإنسان، ومدونة الأسرة، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتأهيل الاقتصاد، وهيكلة الحقول الدينية والتعليمية والقضائية وغيرها من المبادرات الاصلاحية الطموحة التي أبدعتها حكمة جلالة الملك و تبصره في وضع خارطة الطريق الكفيلة بتحقيق انطلاقة البلاد و إقلاعها في سكة التطور والنماء و التميز . فعلى الصعيد السياسي و الحقوقي مكنت العشرية الأخيرة المغرب من رفع تحدي تنظيم أربع تجارب انتخابية تشريعية ومحلية مرت كلها في أجواء سليمة مطبوعة بقدر كبير من النزاهة والمصداقية باعتراف وطني و داخلي بفضل إرادة سياسية راسخة على صعيد أعلى مستوى في الدولة،من أجل تدعيم المسلسل الديمقراطي، وكذا بفضل مجهود متواصل من أجل تأهيل الترسانة القانونية الإنتخابية،بهدف إحاطة الإستحقاقات الإنتخابية بكل الضمانات همت تأهيل المشهد السياسي،وخفض سن التصويت والأهلية،والمشاركة المكثفة للنساء،وتخليق الحياة السياسية كما تم تعزيز دولة الحق والقانون و طي صفحة الماضي الحقوقي الأسود . و على الصعيد الاقتصادي تركزت جهود الحكومة بتوجيه من جلالة الملك الى تحصين هذا الحقل و تزويده بكل محفزات النمو و التطور بفضل تحولات نوعية أفرزتها الإصلاحات العميقة التي مست مختلف هياكله وقطاعاته الحيوية مما مكن من تطوير الأداء الاقتصادي العام كنتيجة لاعتماد الحكامة الجيدة التي تضمن سلامة وشفافية المعاملات. و تزامنت الإصلاحات العميقة التي باشرها المغرب تحت قيادة جلالة الملك مع إطلاق سلسلة من المشاريع الكبرى التي همت جميع أنحاء البلاد بما فيها الأقاليم الجنوبية و زودت مختلف مناطق المغرب بشروط النماء و العيش الكريم لساكنة المدينة و البادية على السواء و هو ما ولد دينامية جديدة إنخرط فيها المغاربة في مجهود جماعي للتطوير و تشييد أسس مغرب الغد القوي بمؤسساته و منجزاته . لقد مكنت الارادة الجماعية القوية المتسمة بالبراغماتية والمتوجهة للمستقبل مختلف القوى الفاعلة بالمغرب من استيعاب وتمثل التحولات والخطوات التقدمية و الحداثية التي عبرت عنها الخطة الملكية للدفع بالمغرب نحو مدارج التقدم و النماء و تمتيعه بمقومات المناعة الذاتية التي تجعل المغاربة فخورين بماضيهم متطلعين الى مستقبل أفضل بخطوات واثقة و متينة . إن التغييرالايجابي و التحولات العميقة التي أسست لها عبقرية جلالة الملك مكنت بالاضافة لمعانقة هموم وانشغالات الحاضر وإيجاد الأجوبة المناسبة لها من رسم معالم مستقبل واعد والتطلع نحو آفاق جديدة تحتضن طموحات وانتظارات الشعب المغربي الدائب على الوفاء للعرش العلوي المجيد.