توفي الشاعر والإعلامي عبد الحميد بن داود اليوم الجمعة ، بعد معاناة طويلة مع المرض .وكان قد تناقل عدد من أصدقائه وعارفه على شبكات التواصل الاجتماعي يوم السبت الماضي خبر نقله إلى مستشفى ابن سينا من أجل تلقي الرعاية الطبية . عبد الحميد بن داود، ترك بصماته كإعلامي في جريدة العلم ،ثم أسبوعية البلاغ المغربي ، قبل أن يستقر في جريدة الاتحاد الاشتراكي . ” الشاعر امتهن الصحافة واستهوى كتابة الشعر المتشظي ” يقول عنه الشاعر محمد بلمو ويضيف ” عرفته في أقدم جريدة بالمغرب (العلم) التي اشتغل بها كمحرر لمدة لكنها كانت حافلة، قبل أن ينتقل إلى أسبوعية البلاغ المغربي التي عوضت قليلا الغياب القسري لصحيفة المحرر.. كان قد حكى لي الكثير مما صادفه وهو يعمل بهذه الجريدة، ولأن ذاكرتي لا تحتمل الكثير من المعطيات والمعلومات، كنت دائما أتمنى منه أن يتفرغ يوما لكتابة مذكراته الغنية جدا… عندما تعرفت عليه بشكل مباشر، كان يشتغل بجريدة الاتحاد الاشتراكي، يدهشني بمقالاته الساخرة وشذراته الشعرية المتشظية… كان بارعا ومتميزا في مختلف الأجناس الصحفية من العمود إلى الافتتاحية، فالحوار والريبورتاج والمتابعة والقراءة النقدية” . كان مقلا ومقتصدا في كتابة الشعر، لكنه عندما أصدر بيت الشعر أنطولوجيا الشعر المغربي، أنتقده نقدا لاذعا لأنه شطب بجرة قلم غير مفهومة على العديد من الشعراء المغاربة وأقصاهم من تلك الانطولوجيا… الإعلامي الكبير الراحل خالد مشبال، كان معجبا بكتابته الشعرية الشذرية، فكان يلح عليه كلما التقاه بجمع نصوصه عارضا عليه نشرها ضمن سلسلة "شراع" التي كان يصدرها من طنجة ضمن سلسلة منشورات وكالة شراع "من أجل مجتمع مغربي قارئ"، وهكذا أصدر له ديوان "التشظي" فكان مناسبة فريدة ووحيدة للاحتفال بالكتاب والكاتب.