ياب المرافق الصحية والماء والكهرباء في أغلب الوحدات المدرسية وقلة التجهيزات وقدمها إن وجدت. يتوقف سبيل التنمية البشرية بإقليمسيدي سليمان أساسا على مدى نجاعة النظام التربوي بالإقليم وفعالية استراتيجياته التكوينية والتعليمية في مجال إعداد رجل الغد، وتأهيله لمواكبة تطورات البلاد وتحدياتها.
إن النظام التربوي التعليمي في إقليمسيدي سليمان كما هو الحال فى كل ربوع المملكة يتخبط في متاهات لا متناهية، من مشاكل وصعوبات التي غالبا ما تحكم على خططه واستراتيجياته بالتعثر، وعلى وعوده وجهوده بالارتجال، وعلى آفاقه وتوجهاته بالغموض، لأن محددات هذا النظام ما تزال تقليدية في محتوياتها ومضامينها، جامدة في توجهاتها وآفاقها، ورافضة لمنطق التغيير والتجديد والتحديث.
فهذا النظام في سعيه الحثيث نحو الابتكار والتغيير للرقي إلى ما هو أحسن وأفضل، يجد نفسه أمام جملة من قيود الواقع ومعوقاته وإكراهاته. ويحول جهوده ووعوده إلى خطابات فارغة وأحلام خادعة. وأبرز مثال على ذلك ما تشهده بعض المدارس بالعالم القروي بإقليمسيدي سليمان. دوار دكالة جماعة عامر الشمالية نمودجا صارخا.
إذ أن وضعية المؤسسة التعليمية بهذا الدوار وليس الوحيد بتراب إقليمسيدي سليمان، فهي أشبه بالإسطبل إذ تفتقر إلى المرافق الضرورية للحياة والاستقرار سواء بالنسبة للتلاميذ أو المدرسين، بحيث لا تتوفر على سور أو مرافق صحية تحترم كرامة الأستاذ أو التلميذ، ناهيك عن تراكم الأتربة على أرضية الأقسام والطاولات على علاتها من اهتراء في أخشابها وانكسار في قوائمها. وهي مرتع للبهائم في الصيف، ويمكن أن تتحول إلى مقصد لزوار الليل من أي صنف من البشر.
هذه فقط إطلالة لا غير لعلها تشفي غليل قلوب ساكنة العالم القروي بإقليمسيدي سليمان، بعدما استنكرت بقوة في الكثير من المناسبات الوضعية المزرية التي تعيشها المدارس بدواويرهم وتساءلوا عن مآل ومستقبل أبنائهم في ظل الأوضاع التي تعيشها المدرسة المغربية التي خرجت جيلا أصبح يتبوأ مناصب هامة في الإدارات والمؤسسات المغربية.
هنا نسائل السيد وزير التربية والتعليم عن مأل تجويد التعليم ببلادنا؟ وهل يعرف أن الأستاذ والتلميذ بالعالم القروي بإقليمسيدي سليمان يئن تحت وطئة التهميش واللا مبالات؟