مازالت معركة السلطات المحلية بسطات ضد المواطنين المحتلين للملك العام مستمرة ومتواصلة بل زادت حدتها بداية الأسبوع الجاري مع تفشي هذه الظاهرة وانتشارها في أهم الشوارع والأزقة بالمدينة، حيث التأم لهذه الغاية قياد الملحقات الإدارية وأعوانهم مدعومين بتعزيزات من القوات المساعدة، للتصدي لهؤلاء الجائلين وقاموا بشن حملة واسعة لتحرير الشوارع والأزقة ممن احتلوا عددا منها بكيفية خلقت نوعا من التذمر والاستياء لدى عموم المواطنين وخصوصا مستعملي الطريق من الراجلين وسائقي السيارات والشاحنات وسيارات الأجرة.
وقد نتج عن هذه الحملة حجز عدد من المتاريس والشبابيك الحديدية والمزهريات وتجهيزات بعض المنازل التي سامت في خلق اختناق لحركة السير والجولان بعد أن دمرتها الجرافات والشاحنات التي استعملت في هذا الشأن.
وتأتي هذه الحملة للسلطات المحلية حسب مصدر قريب من العملية بعد الفوضى الكبيرة التي أصبحت تعيشها مختلف أزقة وشوارع المدينة وشكايات المواطنين ناهيك عن الانتشار الملفت للباعة الجائلين،إذ تحولت الطرقات إلى أسواق يومية عشوائية لعرض جميع منتوجات الخضر والفواكه رغم وجود الأسواق النموذجية، الشيء الذي جعل مجموعة من المنازل والمحلات التجارية المتبوعة بأداء ضرائب مهمة لخزينة الدولة تعيش حالة من الحصار المضروب على سلعها ومنتوجاتها.
السلطات المحلية تشن حملة واسعة على محتلي الملك العمومي بسطات
وإذا كنا نلاحظ قيام السلطات المحلية بين الفينة والأخرى بواجبها في محاربة هذه الظاهرة ،فان الضرورة تحتم مزيدا من الجدية والصرامة والتضحية من مختلف المتدخلين الآخرين للقضاء عليها نهائيا، وذلك رحمة للإدارة الترابية من جهة، وحفاظا على رونق وجمالية المدينة التي أصبحت بفضل هذه الظاهرة وظواهر أخرى مشينة مثل العربات المجرورة بالدواب (كرولة) مرتعا لكل أنواع الفوضى والأزبال والقاذورات ومكانا آمنا للسرقة والتحرش الجنسي، الأمر الذي أضر بمحيط المدينة البيئي وساهم في انتشار الفوضى وعرقلة حركة السير والجولان.
السلطات المحلية تشن حملة واسعة على محتلي الملك العمومي بسطات
وفي نفس السياق تعالت مجموعة من الأصوات كي لا تطال هذه الحملة فضاءات المنازل المحتلة بل تشمل العديد من الشوارع والطرقات التي يحتلها كذلك أصحاب المقاهي والمحلات التجارية بسبب ما تشهده هي الأخرى من تجاوزات فاضحة لاحتلال الملك العمومي دون أن تحرك الجهات المسؤولة ساكنا تجاه هذه الظاهرة التي تفنن أصحبها في وضع متاريس حديدية ومزهريات عشوائية أو مكعبات اسمنتية في تحد سافر وخرق للقانون مما نتج عنه إخلال شامل لكل الفضاءات العمومية إلى جانب الشوارع الرئيسية بما فيها ممرات الراجلين.
السلطات المحلية تشن حملة واسعة على محتلي الملك العمومي بسطات
ليبقى السؤال الذي يتداوله المواطنون والرأي العام المحلي هل هذه الحملة ستكون واسعة ومستمرة لتشمل جميع المحتلين أصحاب المقاهي والدكاكين المميزة وتحرير الملك العام من قبضتهم؟ أم أنها ستكون موسمية لدر الرماد في العيون وتعود حليمة إلى عادتها القديمة؟.
وعلى كل حال نتمنى أن تعمم هذه الحملة، لإعطاء درس للألسن التي تلوك المحسوبية والزبونية، حرمة للإدارة الترابية من جهة، وإعمالا بتنفيذ القانون على جميع المغاربة الذين هم مواطنين سواء. السلطات المحلية تشن حملة واسعة على محتلي الملك العمومي بسطات