بهدف تحديد سبل تفعيل خارطة الطريق ذات الأولية الخاصة بمبادرة محميات المحيط الحيوي، كمرصد لتغيير المناخ ومختبر للتنمية المستدامة في المنطقة العربية والافريقية للفترة 2019-2020، تم مؤخرا عقد لقاء بين المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر ومديرة مكتب اليونيسكو المؤسس بالرباط، والذي يغطي كل من الجزائر، المغرب وتونس. فحسب معطيات المندوبية السامية، فالمبادرة العربية الإفريقية للمحيط الحيوي، تم إطلاقها فعليا في الدورة الثالثة والعشرين لمؤتمر الأطراف في بون بألمانيا، خلال ورشة نظمتهما المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بالمغرب، واليونسكو لتعزيز محميات المحيط الحيوي كمرصد لتغيير المناخ ومختبر للتنمية المستدامة في المنطقة العربية والافريقية مع التركيز على المياه كعنصر أساسي.
وقد حددت معالمها واتضحت منذ المؤتمر الأول الذي عقد بطنجة في أكتوبر 2016 ، و أيضا في نونبر بمراكش في إطار مؤتمر الأممالمتحدة حول المناخ كوب 22، تحت مسمى نداء طنجة، وقد تم حينها اعتبار هذه المبادرة على أنها واحدة من أهم الإجراءات التي سيتم العمل عليها بعد مؤتمر الكوب 22، وهي تشكل جزءا من التوجهات الاستراتيجية لليونسكو والإيسيسكو، فيما يتعلق بمكافحة التغيرات المناخية.
وقد وضعت اللجنة التوجيهية لهذه المبادرة، خلال اجتماعها الأول الذي عقد في نونبر من السنة الماضية بداكار عاصمة السنغال، خطة عمل ذات أولوية للفترة 2019-2020. كما حددت التزامات المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر على اعتبارها تشغل منصب الكتابة العامة خلال السنوات الخمس الاولى لمبادرة محميات المحيط الحيوي كمرصد لتغيير المناخ ومختبر للتنمية المستدامة في المنطقة العربية والافريقية.
وبخصوص الالتزامات، فهي تشمل وضع وحدة وفريق لتدبيرالأمانة العامة للمبادرة مع توفير الموارد المالية والبشرية اللازمة؛ وضع ميثاق وقانون داخلي من طرف أعضاء الكتابة العامة للمبادرة وهم اليونسكو والإيسيسكو والمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر؛ إعداد موقع الكتروني للمبادرة؛ تعبئة الأموال اللازمة لتفعيل خطة عمل المبادرة.
وفيما يتعلق بمفهوم أو مبدأ محميات المحيط الحيوي، فهو مبدأ تم وضعه من طرف برنامج الانسان والمحيط الحيوي الذي وضعته منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة، في السبعينات يُعنى بنهج مبتكر للعيش والعمل في وئام مع الطبيعة، و يحدد مساحة للمحافظة على الموارد الطبيعية في ظل التنمية المستدامة قصد تحسينالعلاقة بين الانسان والبيئة.
وييذكر، أن المغرب يتوفر على أربع محميات كبيرة للمحيط الحيوي، وهي، محمية المحيط الحيوي لغابات الأركان، وتبلغ مساحتها حوالي 2 مليون هكتار، أعلن عنها سنة 1998؛ محمية المحيط الحيوي لواحات الجنوب بمساحة تقدر بحوالي 7 ملايين و200 ألف هكتار؛ محمية المحيط الحيوي القاري للبحر الأبيض المتوسط أعلن عنها سنة 2006، وهي تمتد على مساحة مليون هكتار، مقسمة تقريبا بشكل متساو بين المغرب واسبانيا، حيث يتموقع الجزء التابع للمغرب على مستوى أقاليم الشاون، تطوان، الفنيدق، الفحص أنجرة والعرائش؛ محمية المحيط الحيوي لأرز الأطلس بمساحة تقدر ب1.4000.000 هكتار، أعلن عنها سنة 2015.