خلفت أربع هجمات, اثنان منها انتحاريان, نحو 70 قتيلا وعشرات الجرحى في الجزائر خلال 72 ساعة, في واحد من أعنف الأسابيع في البلاد منذ سنوات. وقتل 11 شخصا وجرح 27 في هجومين شبه متزامنين في البويرة على بعد نحو 120 كيلومترا شرقي العاصمة, وتحدثت الإذاعة الجزائرية عن هجومين الأول على مقر عسكري والثاني على كنديين يعملون في مشروع ماء, لكنها لم تذكر إن كان هناك كنديون بين الضحايا. والبويرة امتداد لمنطقة القبائل، وهي ذات حركة نشطة كونها مدينة سياحية تفصل بين الوسط والشرق. وقتل أمس 43 شخصا وجرح 45 عندما حاول انتحاري أن يقتحم بسيارة مفخخة كلية عسكرية في يسر بولاية بومرداس (50 كيلومترا شرقي الجزائر), في هجوم أغلب ضحاياه جامعيون كانوا يتهيؤون لاختبار قبول. وكانت صحف جزائرية تحدثت عن كمين الأحد الماضي في سكيكدة شرقي الجزائر, أوقع 12 قتيلا بينهم 11 من قوات الأمن ومدني واحد. كما تحدثت جريدة الوطن عن هجوم بقنبلة استهدف قافلة تقل عمال بناء يابانيين قرب قسنطينة شرقي البلاد, جرح فيه شرطي واحد. وأكدت الجزائر بعد الهجمات تمسكها بسياسة السلم والمصالحة التي أُقّرت في استفتاء في 2005, لكن أيضا بمحاربة الجماعات المسلحة التي باتت في مأزق حسب وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني. ولم تتبن الهجمات أية جهة, لكن عمليات سابقة تبنتها الجماعة السلفية للدعوة والقتال, التي تسمت في 2003 ب تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي, وباتت منذ ذلك التاريخ تفضل خيار العمليات الانتحارية بعد أن كانت تركز على الكمائن. وأدان حسان حطاب الذي ظل يقود هذا التنظيم حتى 2003 تاريخ إزاحته التفجيرات, الهجوم وقال في بيان على الإنترنت إن المسلحين باتوا في طريق مسدود. كما أدان مجلس الأمن هجوم يسّر, وكذلك فعلت دول ومنظمات عديدة بينها المغرب و الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي. وسيطرت الهجمات على اهتمام صحف جزائرية تساءلت إن كانت الدولة عاجزة عن مواجهة المسلحين, وشكك بعضها في سياسة المصالحة وقال إنها سمحت لهم باسترجاع قواهم وتحصيل دعم أكبر. وأثارت الهجمات قلقا دوليا بسبب ضلوع القاعدة وأهمية الجزائر مصدرا للغاز الطبيعي. وقال مختص الشؤون الأمنية منير بوجمعة إن نواة متشددة تؤيد التفجيرات الانتحارية باتت تسيطر على زمام العمليات في التنظيم. وتحدث ديفد هارتويل مختص شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في نشرة «جينس كانتري ريسك» التي تعنى بتقييم الأخطار الأمنية, عن مخاوف من أن يكون منفذو العمليات الانتحارية في الجزائر تدربوا مع المسلحين الذين يحاربون القوات الأميركية في العراق.