رفعت بعد عصر الخميس بقلعة بورسين بضاحية العاصمة السويسرية جنيف الجلسة المغلقة الاولى من أشغال المائدة المستديرة الثانية حول الصحراء التي تنعقد بدعوة من هورست كوهلر المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء المغربية بحضور الاطراف الأربعة المغرب، الجزائر، البوليساريو وموريتانيا. ولم تتسرب معلومات مفصلة عن تفاصيل اللقاء المغلق الذي استغرق زهاء ثلاث ساعات عقب محادثات ثنائية أجراها الوسيط الاممي على حدة مع رؤساء الوفود المشاركة.
وأكدت مصادر متواترة أن كوهلر قدم في بداية الجلسة خلاصات الدورة الاولى من المائدة التي جرت بداية شهر دجنبر الماضي بمقر الاممالمتحدةبجنيف، و دعا اطراف المائدة الى طرح تصوراتها فيما يتصل بمحور إجراءات بناء الثقة، وآفاق الحل السياسي والتكامل الإقليمي.
ذات المصادر كشفت أن الوفد المغربي تعمق في مداخلات مركزة على التذكير بجوهر ومسعى قرارات مجلس الامن ذات الصلة بمستجدات النزاع المفتعل مبرزا على لسان وزير الخارجية والتعاون ناصر بوريطة أن مقترح الحكم الذاتي يستجيب جديا وموضوعيا لمطلب الحل السياسي والواقعي والعملي الذي ترافع من أجله الاممالمتحدة.
الوفد المغربي فند في السياق ذاته مشروعية جدوى مبدإ تقرير المصير الذي تتشدق به الجزائر وجبهة الانفصاليين وكشف تفاصيل التأويل المجحف والمصلحي وغير الواقعي الذي يسم به الطرف المعادي للسيادة المغربية هذا المبدأ الأممي.
الجزائر على لسان وزير خارجيتها رمتان لعمامرة وصنيعتها البوليساريو اعترضت على «تشبث» الرباط بمبادرة الحكم الذاتي واسترسلت مجددا في نفس القراءة الانتقائية والتجزيئية لمبدأ تقرير المصير وهو ما رد عليه المغرب بحزم مذكرا بأن وزير خارجية الجزائر لعمامرة ما زال متمسكا بنفس الموقف المتعنت الذي كان سببا رئيسا في إفشال محطة مانهاست واجهاض مسار التسوية الأممية للنزاع المفتعل وما زال وبعد 11 سنة يردد نفس الاسطوانة المشروخة التي لا تقدم حلولا بقدر ما تضع عراقيل جديدة في طريق المسلسل السياسي الذي تقوده الاممالمتحدة برؤى وتصورات براغماتية وواقعية.
وتجمع تحاليل المتتبعين للملف أن الجزائر أوفدت لعمامرة الى مائدة جنيف بعد غضبها من الاداء الغريب والسلوك المستهجن لوزير خارجيتها المقال اخيرا امساهل, في خطوة لامتصاص واحتواء التفوق الدبلوماسي للوفد المغربي بمحطة جنيف 1 وأيضا لتوظيف عدائه التاريخي للمغرب بهدف الدفع بمسار المسلسل الأممي مجددا الى نفق مغلق جديد يمكن محور الجزائر/ الرابوني من استجماع أنفاسه وتجاوز مرحلة العواصف الداخلية لترتيب خطط ومناورات جديدة لمواجهة المكاسب المغربية سيما وأن النظام الجزائري مرعوب و متوجس من اعتماد وتنزيل مبادرة الحكم الذاتي وارتداداتها على الساحة الداخلية الجزائرية وأيضا على مصير ميليشيات البوليساريو التي لن يكون أمامها الا الرجوع الى الوطن الام أو الانضمام بنفس منطق الارتزاق الى الجماعات الارهابية بالساحل والصحراء الجزائرية مما سيشكل عبئا أمنيا اضافيا للجيش الجزائري.
لهذه الأسباب الجزائر مرعوبة ومتوجسة من مبادرة الحكم الذاتي