أطلقت وزارة الداخلية، في شهر يناير الحالي، طلبات عروض لتمويل مشاريع مخصصة لتشجيع تمثيلية المرأة المغربية؛ وذلك في إطار “صندوق الدعم لتشجيع تمثيلية النساء”. وأعلنت “وزارة لفتيت” أن هذه المشاريع تهم الأحزاب السياسية وكذا جمعيات المجتمع المدني المغربية الناشطة في مجال تقوية القدرات النسائية من أجل تحسين التمثيلية وتدبير الشأن المحلي، شريطة أن يعود تاريخ إنشائها إلى سنة على الأقل من تاريخ تقديم الطلب، والناشطة في مجالات تقوية قدرات التمثيلية للنساء في المجالس المنتخبة أو تدبير الشأن المحلي أو الحكامة المحلية. وتشترط وزارة الداخلية أن تكون هذه المشاريع تركز أساسا على تعزيز مشاركة النساء في الاستحقاقات الانتخابية تصويتا وترشيحا؛ والتي تشجع على مشاركة النساء في الحياة السياسية وتقوية قدراتهن في مجال تدبير الشأن المحلي. ويحدد سقف التكلفة المالية الإجمالية للمشاريع المتعلقة بالبرامج الهادفة إلى تقوية قدرات النساء التمثيلية والأنشطة المتعلقة بها والقابلة للتمويل في إطار “صندوق الدعم المخصص لتشجيع تمثيلية النساء”، في 200.000 درهم بالنسبة إلى كل مشروع. ويمكن لوزارة الداخلية أن ترفع بشكل استثنائي نسبة مساهمة الدولة في تمويل المشروع المعني، باقتراح من اللجنة المذكورة وتوصية من رئيسها، إذا تعلق الأمر ببرنامج يحظى بالأولوية لدى نفس اللجنة. ويأتي تمويل هذه المشاريع في وقت تؤكد فيه التقارير الوطنية أنّ نسبة النساء اللواتي يتحملن المسؤولية الحزبية على المستوى الجهوي لا تتجاوز 33 في المائة، فيما لم تتجاوز على المستوى الوطني 22 في المائة فقط. وفي هذا السياق، أوضحت دراسة حديثة أعدها أحمد مفيد، الباحث المتخصص في القانون الدستوري، أن تحمل النساء للمسؤولية داخل تنظيماتهن السياسية يتقلص كلما كبر مستوى التنظيم. واعتبرت الدراسة ذاتها، التي أشرفت عليها الجمعية الديمقراطية للنساء المغرب، أن هذه الأرقام تثبت عدم إنصاف النساء من خلال وجودهن في مواقع القيادة ومراكز اتخاذ القرار على المستويات التنظيمية الجهوية والوطنية؛ ما يؤكد أن طريق المناصفة ما زال شاقا. وقام المغرب، بعد دستور 2011، بسن مقتضيات تشريعية جديدة ترمي إلى ضمان مشاركة فاعلة ووازنة للمرأة المغربية في الحياة السياسية. وقد موّل صندوق الدعم لتشجيع تمثيلية النساء، منذ إنشائه في سنة 2009، ما مجموعه 354 مشروعا موزعا على مختلف جهات المملكة، بمبلغ 52 مليون درهم، أي ما يعادل 65 % من التكلفة الإجمالية للمشاريع المنجزة. واستفاد من هذه المشاريع أكثر من 70.000 مشاركة من النساء المنتخبات والناشطات السياسيات والمنخرطات في تعاونيات أو جمعيات المجتمع المدني، حيث خضعن لدورات تدريبية نظمت في مجال تقوية قدرات النساء التمثيلية. كما استفادت أكثر من 170.000 امرأة من حملات التحسيس والتوعية، التي موّلت بمساهمة من صندوق الدعم.