تواترت خلال الأيام القليلة الماضية وقائع و أخبار تؤشر على أن المسؤولين في الجزائر يشتغلون بحماس في محاولات حثيثة تهدف إلى تحقيق اختراق للحلف المغربي في الأوساط الرسمية العربية خصوصا في منطقة الخليج العربي. فقد بادر وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الجزائري الفريق أحمد قايد صالح بالقيام بزيارة عمل للإمارات العربية المتحدة قيل إنها جاءت بدعوة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ولي عهد أبو ظبي في الإمارات العربية المتحدة، و ذكر بيان صادر عن وزارة الدفاع الجزائرية أن المسؤول العسكري الجزائري استقبل من طرف الشيخ منصور بن زايد آلِ نهيان نائب الوزير الأول وزير شؤون الرئاسة لدولة الإمارات العربية المتحدة ، كما استقبل أيضا من طرف الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة الإماراتية ، كما استقبل المسؤول العسكري الجزائري من قبل الشيخ محمد بن زايد آلِ نهيان نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولي عهد أبو ظبي . وأوضح بيان وزارة الدفاع الجزائرية أن المسؤول العسكري الجزائري بحث مع المسؤولين الإماراتيين مختلف أوجه العلاقات بين البلدين خصوصا في المجال العسكري والحربي، ووصف البيان هذه الاجتماعات بالجيدة والممتازة. وتزامنا مع هذه الزيارة التي تكاد تكون غير مسبوقة، قام ولي العهد في المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان بزيارة للجزائر في طريق عودته من قمة العشرين التي احتضنتها العاصمة الأرجنتينية بوينيس إيريس و هي الزيارة التي تميزت بعقد لقاءات جمعته بمسؤولين جزائريين بعدما تعذر استقباله من طرف الرئيس الجزائري لدواعي صحية . كما لم تستبعد مصادر إعلامية موثوقة وجود اتصالات جزائرية سرية مع دول خليجية أخرى.
كما كان لافتا حرص منظمي قمة " رواد التواصل الاجتماعي العرب " التي احتضنتها مدينة دبيالإماراتية في بداية الأسبوع الحالي ، ونظمت تحت الرعاية الخاصة لصاحب السمو الشيخ مجمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء و حاكم دبي، تكريم وزير الخارجية الجزائري السيد عبدالقادر مساهل في مبادرة غير مسبوقة تنم عن تحول مهم في العلاقات بين أبوظبي و الجزائر.
وإن بدت هذه الزيارات روتينية من حيث الشكل ، فإنها لا تخلو من وجود رغبة جزائرية واضحة في التقرب من دول الخليج وإعطاء دفعة قوية لعلاقات الجزائر مع مختلف دول الخليج التي تمثل حلفا قويا و استراتيجيا بالنسبة للمغرب، والأكيد أن هذا التقارب الجزائري – الخليجي لا يخلو من رغبة جزائرية واضحة للتقليل من الحضور المغربي المتميز والجيد مع دول الخليج الشقيقة و أنت صعب قدميها بقوة لأول مرة في هذه المنطقة.