في أول خطوة من نوعها، نشر الروائي السوري المعروف حنا مينا وصيته، عبر الصحف الرسمية، بعد أن بلغ من العمر 84 عاماً، معرباً عن شعوره بأنه «عمّر طويل. وطلب مينا في وصيته ألا يذاع خبر وفاته في أي وسيلة إعلامية، ويحمل نعشه 4 موظفين من دائرة دفن الموتي، وليس أي أحد من معارفه. وتابع: «بعد إهالة التراب علي، في أي قبر متاح، ينفض الجميع أيديهم، ويعودون إلي بيوتهم، فقد انتهي الحفل، وأغلقت الدائرة». كما أوصى بألا تقام له أية تعزية، أو شكل من أشكال الحزن، مشددا على عدم إقامة حفل تأبين له، وقال إن «الذي سيقال بعد موتي سمعته في حياتي، وهذه التأبينات، وكما جرت العادات، منكرة، منفرة ومسيئة إلي.. استغيث بكم جميعاً أن تريحوا عظامي منها». وختم الروائي السوري وصيته بترك حرية التصرف بما يتركه من إرث ل «من يدّعون أنهم أهلي»، ما عدا منزله في مدينة اللاذقية الذي أوصي به لزوجته مريم دميان سمعان، طوال حياتها. وذيّل وصيته بتوقيعه وبالتاريخ (17-8-2008). ومينا من مواليد اللاذقية عام 1924. نشأ في أسرة فقيرة، فعمل في بداية حياته حلاقاً ثم حمالاً في ميناء اللاذقية، ثم بحاراً إضافة إلي أعمال أخري مشابهة، قبل أن يصبح كاتبا لمسلسلات إذاعية، ثم روائيا في الأربعين من عمره، حتى أصبح رئيسا لتحرير صحيفة «الإنشاء» في دمشق. وكانت أولى روايات مينا «المصابيح الزرق»، وأنتج حوالي 30 عملا أدبيا منها «النجوم تحاكم القمر»، و»القمر في المحاق»، و»نهاية رجل شجاع»، و»بقايا صور» التي تحول بعضها إلي أعمال تلفزيونية. تجدر الإشارة إلي أن هذه هي المرة الأولى التي تنشر فيها شخصية معروفة وصيتها بهذه الصورة الدرامية في سوريا.