ذكرت صحيفة« ديلي تلغراف» أن السلطات الأميركية ستلجأ إلى هدم أجزاء كبيرة من عشرات المدن الأميركية كجزء من خطط "الانكماش للانتعاش" التي تدرسها إدارة الرئيس باراك أوباما لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد. وقالت الصحيفة إن الحكومة تنظر في توسيع مشروع رائد في المقر الأصلي لصناعة سيارات جنرال موتورز مدينة فلينت التي تعتبر من أفقر المدن الأميركية، يشمل هدم ضواح بأكملها وإعادة الأراضي إلى الطبيعة. وتعتقد السلطات المحلية أن المدينة يجب أن تنكمش بنسبة 40% ويتركز الوجود السكاني المتضائل والخدمات المحلية في مناطق أكثر حيوية. وجاء هذا المشروع من بنات أفكار دان كيلدي أمين صندوق مقاطعة جنيسي التي تدور فلينت في فلكها. وقالت الصحيفة إن إدارة أوباما اقتنعت بوجهة نظر كيلدي الذي لخص إستراتيجيته أثناء الحملة الانتخابية، ودعته إلى تطبيق ما تعلمه من خبرة في كافة أنحاء البلاد. وقال كيلدي إنه سيركز على 50 مدينة اعتبرتها دراسة أخيرة لمعهد بروكنغز أنها في حاجة ماسة للانكماش بما يتناسب مع دخولها المتراجعة. وتقول الصحيفة إن معظم تلك المدن هي في الأصل صناعية، مثل ديترويت وفيلادلفيا وبيتسبيرغ وبالتيمور وممفيس. فمدينة ديترويت التي تضررت بانهيار صناعة السيارات الأميركية، معرضة للانقسام إلى مجموعة من المراكز المدنية الصغيرة يفصلها الريف عن بعضها بعضا. ومدينة فلينت، التي تبعد 60 ميلا عن ديترويت، تحتضن صناعة «جنرال موتورز» التي فقدت أكثر من 70 ألفا من موظفيها بسبب الأزمة المالية، فاقتربت نسبة البطالة من 20% وانخفضت نسبة السكان إلى النصف. ورغم أن البعض يصف مشروع كيلدي بأنه "انهزامي"، فإنه يؤكد أنه "ليس أكثر من تشجذيب للشجرة كي تدوم وتعطي ثمارا من جديد".