يرى أطباء من كلية بايلور للطب بالولايات المتحدة، أن مقاومة النوم أو الحرمان منه يعرضان الشخص للعديد من الأمراض، ويرفعان من مخاطر إصابته بأمراض القلب، كما يؤثران سلبا على صحته النفسية. ويقول الأستاذ المساعد في الكلية شيام سوبراميانيان، إن نقص النوم قد يؤدي إلى حدوث اختلالات في أعضاء الجسم المختلفة، كالدماغ والقلب، حيث يتسبب في معاناة الفرد من التوتر والاكتئاب علاوة على ارتفاع مخاطر إصابته بالأزمات القلبية والجلطات الدماغية. ويوضح سوبراميانيان أن الجسم يفرز هرموني الكورتيزول والليبتين خلال مرحلة النوم العميق، فينظم الأول وظائف الجهاز المناعي، كما يضبط مستويات الجلوكوز في الدم، فيما يتحكم الثاني بشهية الفرد، لذا فإن الحرمان من النوم يرفع من مخاطر إصابة الأفراد بداء السكري، ومعاناتهم من السمنة. وحذر الأطباء من بعض الأعراض التي قد تظهر على الفرد إن كان يعاني من نقص النوم، كالشعور بالإعياء، وعدم القدرة على مقاومة نوبات النوم التي تهاجمه أثناء النهار. هذا إلى جانب المعاناة من صعوبة في النوم ليلا، حيث تعتبر علامات تدق ناقوس الخطر، محذرة من التمادي في إهمال فترات النوم، حتى لا تدفع القلوب والعقول ضريبة ذلك. وقد حاول الباحثون والعلماء على مر العصور البحث في أهمية النوم، كما تساءلوا لماذا نقضي ثلث حياتنا بلا حراك، إلا أنهم لم يحصلوا على جواب شاف. وإن كان البعض قد نجح في الكشف عن بعض فوائد النوم عند الإنسان، إذ أظهرت الدراسات أن النوم ضروري للمحافظة على المهارات الإدراكية للفرد، وهي ما يرتبط بالذاكرة والتكلم والتفكير، فإن النوم لا يزال يشكل لغزا غامضا للمختصين. ويرجح باحثون في هذا المجال أن يكون سبب هذه الراحة الإجبارية، هو إراحة الجسد والتقليل من الطاقة التي يصرفها، رغم أن مقدار الحريرات التي يوفرها النوم ويحول دون صرفها قد لا يتجاوز مقدار الحريرات التي يكتسبها الفرد من تناول قطعة صغيرة من الخبز المحمص.