جدد جلالة الملك محمد السادس نصره الله الثقة الملكية السامية في الوزير الأول السيد عباس الفاسي وفي حكومة جلالة الملك في ظروف جد دقيقة تتميز بإجراء انتخابات جماعية عامة ستمتد لأربعة أشهر، وسيكون لها الأثر البالغ في مستقبل البلاد، وألح جلالته على حكومته مواصلة ومضاعفة الجهود للنهوض بالاصلاحات والأوراش الكبرى والانكباب على حسن خدمة المصالح العليا للوطن والمواطنين في ظل قيادته الرشيدة. وهذه الثقة المولوية التي ما فتىء جلالته يؤكدها لفائدة الاستقرار في البلاد ولصالح انجاز الاصلاحات الكبرى التي يتابعها المغاربة باهتمام كبير تزيد من مسؤولية الفاعلين السياسيين في البلاد للتجاوب مع ما يتطلع إليه الشعب المغربي، إن البلاد قطعت في عهد جلالته أشواطا مهمة جدا في مسيرتها نحو النماء والتطور وراكمت في ظرف وجيز ما كابدت طوال حقب من الزمان من أجل تحقيقه، ومهم جدا أن تتكرس أجواء الثقة لتسريع وتيرة الانجاز ومضاعفة المكاسب في مدة يجب أن يتجه مؤشرها نحو التقلص لربح مزيد من الوقت وتدارك مافات المغاربة في الماضي. إن الحكومة قوية فعلا بثقة جلالته ومعتزة بهذه الارادة الملكية التي تضمن للمغاربة جميع شروط التقدم والازدهار والنمو في ظل أجواء الاستقرار والطمأنينة والثقة. ومما يزيد المغاربة قناعة بكل هذا أو بأكثر منه تجديد جلالته على توجيهاته السامية لإجراء العمليات الانتخابية في نطاق من النزاهة وسيادة القانون، وجلالته هو الضامن الأول لهذا الهدف النبيل الذي يمكن المؤسسات النيابية من أن تستعيد عافيتها التي أنهكتها صروف الماضي السيء الذكر. فلقد شهد العالم بأسره بنزاهة الانتخابات التشريعية التي جرت في بلادنا سنة 2007، ولايمكن أن يكون أحد من المغاربة الذين تسري في عروقهم دماء الوطنية والاخلاص أن يكون اليوم مستعدا للتفريط في هذا المكسب الذي بوأ بلادنا المرتبة التي تليق بها في الديمقراطيات الناشئة، وهذا الحرص يبدو واضحا جليا في تجديد تأكيد جلالته على سيادة القانون وتنزيه المسلسل الانتخابي. إننا معتزون بحرص جلالته الذي مافتىء يجدده كل لحظة وحين، وإننا معتزون أكثر لأن هذه الارادة تضع المصلحة العليا للبلاد فوق جميع الاعتبارات الأخرى وتضمن لها شروط الحصانة ضد كل استهداف كيف ما كان حجمه وكيفما كانت طبيعته، وهذا يزيد المغاربة يقينا بأن قاطرة الدمقرطة والنمو وضعت فوق سكتها السالكة والصحيحة، وأن قاطرة التنمية تسير بثبات بعدما حددت مسارها بدقة ووضوح كبيرين. إن بلادنا تتعرض لاستهدافات كثيرة من الخصوم والأعداء والحاقدين، في وحدتها الوطنية، وفي مسيرتها التنموية وهذا يفرض على المغاربة تحصين الجبهة الداخلية لمواجهة هذه الاستهدافات وصدها وهذا لن يتحقق إلا برص الصفوف ونبذ بعض التفاصيل التي لاقيمة لها. إننا معبأون وراء جلالة الملك لكسب جميع الرهانات السهلة والصعبة ولتحقيق الغايات التي ينشدها شعبنا.