حل الكاتب والناقد والشاعر الفرنسي ميشيل بيطور أخيرا بتاحناوت (إقليمالحوز) التي خصته بالتفاتة تكريم, التأمت حولها شخصيات هامة من عالم الأدب والفن, وتجلت في فقراتها قدرة الثقافة على تجاوز الاطار الضيق للحدود الوطنية. وجاء هذا اللقاء الذي كرم عاشقا كبيرا للمملكة على مدى ثمانية أيام, تحت شعار ""شجرة الزيتون, لب الأرض"" بمبادرة من الفنان التشكيلي محمد المرابطي, واحتضن فعالياته مركز ""المقام"" للفنون بتاحناوت, هذا الفضاء الأخاذ المتواجد في قلب الطبيعة العذراء. وأثث هذا الورش الفني, الذي يعد بمثابة ثمرة لقاء بين المرابطي وميشيل بيطور, هذا الكاتب المولع بالمغرب بصفة عامة ومراكش بكيفية خاصة, ثلة من الفنانين المعروفين ضمنهم ماحي بنبين وفريد بلكاهية وخليل غريب والتباري قنطور ومحمد المرابطي والفنان الجزائري رشيد القريشي. وعن الجانب الفرنسي, عرفت هذه التظاهرة, التي نظمت بتعاون مع عمالة إقليمالحوز ووزارة الثقافة الفرنسية وجمعيتي ""تودرا"" و""وردة دادس"" واليونسكو, حضور الفنانين والكتاب ماري جو بيطور وجان بيير لوبي وبيير وميلين لولو وآن دو روتشيلد وسوني واد, فضلا عن كتاب مغاربة كرجاء بنشمسي ومحمد النضالي وإدموند عمران المالح. وأوضح المحتفى به ميشيل بيطور, في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء, أن هذا اللقاء الفني مكنه من التعرف على عدد من الفنانين التشكيليين المعاصرين المغاربة والإطلاع عن قرب على أعمالهم الفنية المتميزة, مبرزا أهمية الدينامية التي يعرفها الفن التشكيلي المغربي. وبخصوص القيمة المضافة التي أسداها الكتاب المغاربة المقيمون بفرنسا للثقافة الفرنسية, أكد ميشيل بيطور أن هؤلاء أضفوا ""ضوءا مختلفا"", وعبروا عن آراء لها خصوصيتها إزاء القضايا الراهنة, مبرزا أن هذه الشريحة من المثقفين تضطلع بدور هام في ما يتعلق بالحوار بين الثقافات. وعن إشكالية حوار الحضارات وصدامها, أشار بيطور إلى ""أننا نعيش حتما في خضم كل أشكال تصادم الحضارات"", موضحا أن الكثيرين انقادوا لانطباع خاص تجاه العولمة, مفاده أن التواصل سيصبح ميسرا بين الحضارات, غير أن الأمور سارت على نحو مغاير. وفي السياق ذاته, أوضح الكاتب الفرنسي أن ""المفعول التوحيدي للعولمة يخفي اختلافات حادة, وحينما لا نعترف بهذه الاختلافات, تصبح خطيرة"". ومن جانبه ذكر محمد المرابطي أنه بعد النجاح الذي حققه اللقاء الأول بميشيل بيطور, والذي نظم بمبادرة من المعهد الثقافي الفرنسي برياض ""دينيس ماسون"" سنة 2005 , فإنه تقرر تنظيم هذه الدورة التي شكلت ملتقى غنيا للتبادل بين مختلف الفنانين والثقافات, منوها بإنسانية الكاتب الفرنسي ميشيل بيطور وانفتاحه وغنى وتنوع أعماله. وعبر المرابطي من جهة أخرى عن أمله في أن تعمم مثل هذه اللقاءات بالعالم القروي, ليصبح نقطة لقاء بين مختلف الاجناس وفضاء للتبادل الثقافي والانفتاح على الآخر, داعيا المهتمين والفاعلين الى ضرورة الاستثمار في هذا الجانب من أجل إنعاش الثقافة المغربية. وعرف هذا اللقاء, على الخصوص, تنظيم مائدة مستديرة حول ""التفكير في الفن التشكيلي المغربي المعاصر"" وأمسية شعرية وفلسفية ومعرض حول ""نظرات متقابلة أورو-متوسطية "" ومعرض فني لميشيل وماري جو بيطور. وتجدر الاشارة الى أن ميشيل بيطور, المزداد سنة1962 بمدينة ليل الفرنسية, درس الآداب والفلسفة بباريس, وجال مختلف بقاع العالم, وله عدة مؤلفات وأعمال فنية وأدبية وشعرية.