الظنين اقتحم مؤسسات تعليمية للاستعانة بمواد كيماوية لصنع متفجرات * العلم: سلا – عبد الله الشرقاوي
عالجت غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بقضايا مكافحة الإرهاب بمحكمة الاستئناف بملحقة سلا ملفا توبع فيه ثلاثة مستخدمين من مواليد 1991، 1985 و1988، واحد منهم عامل في مجال النظافة بمطار ابن بطوطة بطنجة، كان قد تزوج حديثا، حيث إن إحدى قريباته وزوجته الشابة لم تجف عيونهما من الدموع والتضرع إلى الله طيلة أطوار جلسة المحاكمة، واللتين عبرتا عن فرحتيهما الكبيرتين إثر الحكم على هذا المتهم ومتابع آخر بسنتين حبسا نافذة في حدود عشرة أشهر، وذلك لمغادرتهما السجن في نفس جلسة الخميس 2017/8/3. أما المتهم الرئيسي المزداد عام 1991 ، فحكم بعشر سنوات سجنا لتشبعه بالفكر الجهادي بعدما تكون لديه في بداية الأمر حقد دفين ضد البلدان الأجنبية المنخرطة في الحرب ضد تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» بقيادة «أبو مصعب الزرقاوي»، مما جعله يفكر سنة 2009 في السعي للالتحاق ب «القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي» في الجزائر، إلا أن محاولة تسلله باءت بالفشل، ليعقد العزم على تنفيذ عمل جهادي بالمغرب تبعا لصك الاتهام. وكانت مصالح الأمن المغربي قد أعلنت عن تفكيك هذه الخلية، التي كان عناصرها ينشطون بمدينتي المضيق وطنجة، ويتبنون توجهات عقائدية متطرفة تسعى للإنضمام لتنظيم «داعش» والتخطيط للقيام بأعمال تخريبية داخل أرض الوطن. ودائما حسب المصدر الأمني فإن الظنين الرئيسي دخل في شبكة من العلاقات بشكل مباشر أو عبر الانترنيت، حيث اقترح على بعضهم عام 2013 القيام بصناعة عبوة ناسفة لاستخدامها في مشروعه الجهادي بأرض المملكة، وذلك من خلال سرقة مواد كيماوية من داخل ثانوية «الفقيه داوود» بمدينة المضيق. سرقات مختبرات مؤسسات تعليمية وتجارب متفجرات: هكذا تكفل المعني بالأمر بشكل مسبق وفردي بالتسلل إلى المؤسسة التعليمية وكسر أقفال قاعات المختبرات الخاصة بالعلوم الفيزيائية، والاستيلاء على مواد كيماوية ومختبرية، تدخل في تركيب وصناعة المتفجرات، إذ وضع المسروقات في كيس بلاستيكي وأخفاها في سطح منزله…. وقد عمد المتابع بإجراء تجربتين ناجحتين لصناعة المتفجرات بعد ولوجها للشبكة العنكبوتية والاطلاع على كيفية تصنيع هذه المتفجرات. وحسب المصدر الأمني دائما، فإن المتهم قام بسرقة حواسيب من داخل بناية تعليمية مجاورة للثانوية الأولى من أجل توفير المال لتنفيذ مشروعه الجهادي بالمغرب، إلا أنه إثر عملية رصد ومراقبة انفضح أمره من طرف شخص استفسره أولا عن سبب تواجده بعين المكان، ليتحول الأمر إلى تبادل الضرب والجرح، وإصابة الضحية بعدة طعنات بواسطة سكين في عدة أنحاء من جسمه، والذي سقط أرضا مُغمى عليه، ثم لاذ بالفرار. وقد أعاد المعني بالأمر كرته في اليوم الموالي لبناية المؤسسة التعليمية وسرق منها 20 شاشة.حاسوب و8 وحدات مركزية، ليقوم ببيعها لأحد تجار أجهزة الحاسوب،الذي قام بالتبليغ عنه لدى المصالح الأمنية، ليتم اعتقاله بتاريخ 25/3/2013 ، والحكم عليه بسنتين حبسا وسنة موقوفة التنفيذ…. الاتصال من داخل السجن.. وإحياء المشروع الجهادي: أثناء قضاء السجين عقوبته بالسجن المحلي بتطوان ظل على تواصل عبر الهاتف مع 4 أشخاص أخبروه سنة 2014 أنهم التحقوا بالتنظيمات الجهادية في سوريا، وأنه كان مصرا على مواصلة مشروعه الجهادي بعد خروجه من السجن، حيث سعى مرة أخرى للالتحاق بفرع تنظيم «داعش» في ليبيا، لكن أمام صعوبة توفير المال الكافي لتغطية رحلته قام بعمليات رصد لأشخاص كانوا رفقة فتيات بغابة الفنيدق في وضعية مخلة بالآداب، بهدف الاستيلاء على ممتلكاتهم في سياق عمليات الفيء والاستحلال. «الدواعش» يخططون لعملية «الذئاب المنفردة»: اقنع المسمى «أشرف» المتهم بالتركيز على القيام بعمل جهادي على شاكلة العمليات الجهادية التي استهدفت فرنسا، حيث وافقه على ذلك، وقام بجمع مواد متفجرة عبارة عن خليط لاستعمالها كمقدوفات مع مواد أخرى تدخل في صناعة المتفجرات، وذلك تنفيذا لتعليمات قادة تنظيم «داعش» الذين يريدون وضع موطئ قدم لهم في المملكة. وهكذا تسلل الظنين مرة أخرى عام 2016 إلى ثانوية عبد الرحيم بوعبيد بمدينة الفنيدق من أجل الاستيلاء على مواد تدخل في صناعة المتفجرات، إلا أنه لم يعثر عليها وقام بدلا من ذلك بسرقة جهاز حاسوب ولوازمه وآلة كهربائية «لتحضير» القهوة. وفي إطار تنفيذ مُخطط «الدواعش» اتصل بعض قادته بالمتهم وأطلعوه أنهم أخبروا ناطقهم الرسمي باستعداده لتنفيذ عملية جهادية داخل بلادنا سياق عملية «الذئاب المنفردة»، حيث زودوه بكتاب في الموضوع، وأكدوا له أن هدفهم الرئيسي هو استهداف النظام المغربي، وأصدروا له تعليمات للتنسيق مع المسؤول عن العمليات الخارجية للتنظيم، وذلك ضمنا لنجاح هذه العملية التي كانت ستشمل أيضا ثكنة عسكرية بمدينة سبتةالمحتلة. الأماكن المستهدفة: شرع المتهم من جهة في تجميع الأشرطة المتعلقة بطرق وتقنيات تفخيخ السيارات ، ومن جهة ثانية تحديد بعض الأماكن المستهدفة داخل البلاد بمواد متفجرة كقنصليات أمريكا وبريطانيا وفرنسا، ومصنع شركة للسيارات بطنجة، ووكالات بنكية وأخرى لتحويل الأموال بمدينتي الفنيدق وتطوان، والمركز الحدودي، والعناصر الأمنية بمدينة الفنيدق، إضافة إلى استهداف رموز الدولة وشخصيات مهمة ومؤسسات عامة، والسياح الأجانب بمراكش وتطوان والفنيدق. ووجهت للمتهم تهم تكوين عصابة لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية في إطار مشروع جماعي، يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام، والسرقة الموصوفة، وانتزاع أموال، وحيازة مواد متفجرة ومحاولة صنع متفجرات خلافا لأحكام القانون في إطار مشروع فردي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام، وتحريض الغير واقناعه على ارتكاب أفعال إرهابية. وأكدت محامية الظنين أن موكلها لايعدو أن يكون لصا، ولا علاقة له بالجهاد، بينما أشار دفاع المستخدم بالمطار أن مؤازره أُقحم في هذه النازلة ولا علاقة له بمواضيع الجهاد، والذي كان يكافح من أجل لقمة العيش، وأنه حديث الزواج، مضيفا أن العناصر التكوينية لتهمتي عدم التبليغ والاشادة بجريمة إرهابية غير متوفرة، خصوصا انتفاء عنصر العلم. غياب برامج التوعية والتحسيس: أوضح الدفاع ان موكله كان قد دخل في مجموعة دردشة عبر «الفايسبوك» للترويح عن نفسه على غرار باقي الناس عبر جهاز هاتفه، إلا أن شخصا يتبنى الفكر الارهابي اقتحم مجموعة الدردشة التي تضم مآت الأشخاص، ولا يمكن أن نحمله وزر الغير، خصوصا في ظل غياب برامج التوعية والتحسيس بمخاطر بعض استعمالات فضاء الانترنيت. وكانت هيئة الحكم تتشكل من الأستاذ علي المواق: رئيسا، وعضوية الاستاذين بلاز، وعنان: مستشارين، والأستاذ قابو: ممثلا للنيابة العامة، والسيد الجيلالي لهدايد: كاتبا للضبط. 10 سنوات لمتهم انخرط في مشروع داعش للقيام بأعمال تخريبية بالمغرب