* العلم الإلكترونية أكثر من ست ساعات متواصلة استغرقتها، يوم الجمعة المنصرم، مسطرة تقديم قام بها درك تملالت أمام أحد نواب الوكيل العام للملك لدى استئنافية مراكش، لعشرين مشتبها بهم في جريمة مقتل شاب يسمى "زهير نجيم"، يبلغ من العمر 21 سنة، والذي لقي حتفه على إثر تعرّضه لاعتداء جماعي وطعنات من طرف مجموعة من الأشخاص بواسطة أداة حادة وهراوات وقضبان حديدية في أنحاء مختلفة من جسده، مباشرة بعد انتهاء سهرة صاخبة للفنان الشعبي عبد العزيز الستاتي، تم تنظيمها، ليلة السبت الأحد (15/16 يوليوز الجاري)، بمركز تملالت بإقليم قلعة السراغنة، على هامش المهرجان الفني والثقافي للمدينة، والتي تابعها أكثر من 20 ألف شخص تقاطروا على المنطقة من مختلف الجماعات القروية المجاورة لها. نائب الوكيل العام أحال المتهمين على قاضي التحقيق بالمحكمة نفسها، ملتمسا منه إجراء تحرياته وأبحاثه في شأن اتهامهم بجنايتين تتعلقان ب"الضرب والجرح المفضيين للموت، وعدم تقديم مساعدة لشخص في حالة خطر"، مقرّرا متابعة 14 منهم في حالة اعتقال، وإخلاء سبيل الباقين والاكتفاء بمتابعتهم في حالة سراح، وهو القرار الذي أيّده قاضي التحقيق، في ختام جلسات الاستنطاق الابتدائي للمتهمين، محرّرا أمرا مكتوبا بإيداع ال 14 منهم المشمولين بالمتابعة في حالة اعتقال سجن "لوداية" بضواحي المدينة، في انتظار انعقاد جلسات الاستنطاق التفصيلي. وكان الدرك الملكي أوقف المشتبه بهم، مساء يوم الثلاثاء المنصرم، بدواري "امغينية" و"البطمة"، التابعين للجماعة القروية "الجعيدات" بقيادة "رأس العين"، الواقعة بإقليم الرحامنة، بعد أن قامت الضابطة القضائية، مستعينة بتقنيين مختصين، بتفريغ أشرطة مصوّرة التقطتها كاميرات مثبتة بواجهة مؤسسة بنكية تقع بالشارع الرئيس لمركز تملالت، غير بعيد عن الموقع الذي ارتكبت فيه الجريمة، وهي الأشرطة التي مكنت المحققين من التعرف على أرقام اللوحة المعدنية لسيارة فلاحية لاذ المتهمون بالفرار على متنها، والتي أجروا عملية تنقيط لها بمصالح تسجيل السيارات التابعة لوزارة النقل، ليقودهم ذلك إلى تحديد هوية مالكها، الذي روى فصول الاعتداء الجسدي الجماعي الذي تعرّض له الضحية من طرف بعض ركاب السيارة، ودلّ الدرك الملكي على أماكن تواجدهم، ليتم توقيفهم تباعا ويقتادوا إلى المركز الترابي بتملالت، حيث جرى وضعهم رهن الحراسة النظرية، التي تم تمديدها ل24 ساعة إضافية من أجل تعميق البحث التمهيدي مع المتهمين. واستنادا إلى مصدر مطلع على الملف، فإن أسباب الجريمة، التي وقعت حوالي الساعة الثالثة والنصف من صباح يوم الأحد 16 يوليوز الحالي، دقائق قليلة بعد انتهاء سهرة الستاتي، تعود إلى اندلاع نزاع بين الضحية، الذي حصل على شهادة الباكلوريا خلال نهاية الموسم الدراسي الجاري، والمعتدين عليه، الذين اتهموه بتكسير الواجهة الزجاجية للسيارة، قبل أن يتطور ذلك إلى تبادل للسب والشتم، ويعمد بعضهم إلى رفسه وضربه وتعنيفه بواسطة كرسي وقضبان حديدية، فيما استل آخرون هراوة وأداة حادة من السيارة وانضموا إلى حفلة الاعتداء الجماعي على الضحية، الذي تركوه مضرجا في دمائه ولاذوا بالفرار، ليتم نقله إلى المستشفى المحلي "الأميرة للا خديجة"، حيث وقف الطبيب المداوم على خطورة إصابته، ليتقرّر نقله للمستشفى الإقليمي "السلامة" بمدينة قلعة السراغنة، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة، في حدود الساعة السابعة من صباح اليوم نفسه، متأثرا بنزيف داخلي أصيب به في رأسه. هذا وقد علم بأن الدرك الملكي حجز القضبان الحديدية والهراوة، باعتبارهما من أدوات الجريمة، بينما لم يتم العثور بعد على الأداة الحادة التي استعملها أحد المتهمين.